إن هذا لشيء عجاب: لا نريد حكومة بلا قلب

أتابع بقلق متزايد، شأني في ذلك شأن جميع التونسيين والتونسيات، مسلسل تشكيل الحكومة الجديدة الذي طال أكثر مما ينبغي، والذي لا يريد أن ينتهي كمسلسل من مسلسلات "أخلائنا" الأعزّاء الأتراك الذين يبدو أنهم من فرط محبتهم لنا وشوقهم إلينا يريدون مجاورتنا بالتّموقع، من جديد، في الشقيقة ليبيا وبالذات في عاصمتها طرابلس...

ولأنّ الجزء الأوّل من هذا المسلسل الطويل الثقيل انتهى على غير ما تنتهي به، في العادة، الروايات العربية التي "بختامها يتزوّج الأبطال"، كما يقول نزار قباني، فإنّنا نأمل ألا يكون مآل جزئه الثاني نفس المآل... لكننا، في ظل الاختلافات والخلافات التي تكتنف تشكيل الحكومة نخشى ألا يكون إلا كذلك...

ولما كان الخلاف الأكبر الذي يعرقل تشكيل الحكومة يدور حول تشريك أو عدم تشريك الحزب الذي يسمّي نفسه "قلب تونس"، فإننا نريد أن نقول لرئيس الحكومة المكلّف إننا نحن أيضا لا نريد حكومة بلا قلب، لا بالمعنى الذي يقصده حزب "النهضة" الذي لا يريد حكومة بدون حليفه "غير الطبيعي" الجديد "قلب تونس"، وإنما بمعنى أننا نريد حكومة ذات قلب، بل ذات قلب رحيم لأنّ البلاد، اليوم، أحوج ما تكون إلى حكومة ترق لحال هذا الشعب الذي تبخّرت آماله واشتدت آلامه... حتى إن رئيسه اختار أن يساكن عامّته وأن يبقى قريبا منها وألا ينقطع عنها حتى لا يفقد الإحساس بما تكابده من أوجاع...

محمد إبراهيم الحصايري