إن هذا لشيء عجاب -محمد إبراهيم الحصايري: قليلا من الانسجام في خطابك يا رئيس مجلس نواب الشعب الجديد

بعد فترة طويلة من الانقطاع عن كتابة هذه الزاوية، أجدني "مرغما" على العودة إلى كتابتها بعد أن بلغت البيئة السياسية في البلاد درجة خطيرة من التعفّن والاحتقان وربما الحَنَق بسبب ما بات يرين عليها من لامنطق ولا معقول مُنْذِرَيْنِ بِعُسر لا يبدو أن اليُسْر سيأتي بعده قريبا...

وفي هذا السّياق فإن من أعجب ما جاء في الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس نواب الشعب الجديد، على إثر استكمال عملية انتخابه ونائبيه الأول والثاني، دَعْوَتَهُ إلى تعديل النظام الداخلي للمجلس من أجل "قطع الطريق، بدون رجعة، أمام ظاهرة السّياحة الحزبية التي انتشرت في البرلمان المُنْتهية عهدته".

وَوَجْهُ العجب في هذه الدعوة، رغم وجاهتها من حيث المبدإ، أنها جاءت بعد يوم واحد من التصريحات التي أدلى بها مباشرة بعد فوزه برئاسة المجلس، والتي برّر فيها "التحالف" بين حزبه وبين "حزب قلب تونس "بقوله: "إن الاغبياء هم الذين لا يتغيّرون"...

فإذا كان رئيس مجلس نواب الشعب الجديد يعتبر عدم التغيّر وعدم التغيير غباء، فهل يطلب من نواب هو يعلم، ونحن جميعا نعلم أن قسما كبيرا منه "جاء إلى المجلس لما جاء" أن يكونوا أغبياء، وأن لا يتغيّروا أو يغيّروا انتماءاتهم الحزبية كلّما رأوا في ذلك ما يخدم مصلحتهم؟

إن "أخلقة الحياة السياسية " التي أكّد رئيس مجلس نواب الشعب الجديد، في خاتمة خطابه، حرصه على تعزيزها، كلّ لا يتجزأ، ولا يمكن أن تكون انتقائية، وإلا فإنها ستكون بلا  معنى...

وعلى كل فإنّ الذي يدعو إلى الأخلقة الحقيقية والفعلية يحتاج، أولا وقبل كل شيء، إلى أن يَتَأَسَّى بقولة أبي الأسود الدؤلي:"لا تنه عن خلق وتأتي مثله"...

محمد إبراهيم الحصايري