الندوة الدولية لمدن المغرب العربي والساحل الافريقي تبحث في تونس سبل تحقيق العيش المشترك والمتناغم لشعوب المنطقة (ألبوم صور وفيديو)

تستضيف تونس اليوم وغدا، ندوة دولية لمدن المغرب العربي والساحل الافريقي تنظمها  بلدية تونس بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بحضور شخصيات وطنية ومغاربية وافريقية وأوروبية، ورؤساء بلديات وممثلين عن السلك الدبلوماسي وعن المجتمع المدني في طليعتهم السيّد الطيب البكوش، أمين عام اتحاد المغرب العربي.

قالت السيّدة سعاد  بن عبد الرحيم رئيسة بلدية تونس شيخ المدينة لدى افتتاحها أشغال هذه الندوة، أنّ المسؤولين المحليين في المغرب العربي والساحل الافريقي، يجتمعون اليوم "للتباحث بشأن قدرة الأقاليم المحلية على خلق الظروف الملائمة للتنمية وايلائها الأهمية التي تستحق" مضيفة أنّ "الممارسات وطرق التصرف المرتبطة بالعيش المشترك تتبلور في الفضاء العام  الذي يتطّلب من الجميع، المبادرة إلى بنائه".

وأشارت إلى أنّ اجتماع تونس الذي يلتئم في ظلّ تحديات عديدة، يشكّل فرصة للنظر في "تحقيق التنمية انطلاقا من القاعدة" وبحث مفهوم "العيش المشترك" وسبل التضامن الاقتصادي بين مختلف الفاعلين في المنطقة.

ومن ناحيته ثمّن الطيب البكوش أمين عام اتحاد المغرب العربي اجتماع تونس الذي قال انّه "تجاوز مجرّد الأمور التنظيمية إلى التفكير وتعميق التفكير وربط التفكير بالفعل" والانفتاح على المجتمع المدني القادر على تجميع القوى المختلفة وتحقيق التضامن والتكامل فيما بينها.

وشدّد على أهميّة دور البنوك والمؤسسات المالية العربية والافريقية والأوروبية باعتبارها رافدا من روافد التعاون لتعزيز المسارات التنموية في المنطقة.

وعبّر ارموند رولان بيار بيوندي رئيس بلدية واغادوغو وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة المدن والسلطات المحلية المتحدة  الافريقية، عن اعتزازه بوجوده  في تونس تزامنا مع الانتخابات الرئاسية التّي قال أنّها "لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الشعوب ستحكى للأجيال القادمة " مضيفا "أنّ تونس بصدد كتابة صفحة من تاريخها."

وأشار في جانب آخر، إلى أنّ المدن الافريقية تواجه تحديات كبيرة ومخاطر شتى لعّل أبرزها شبح البطالة الذي يخيم على شباب المنطقة الذين يمثلون نسبة هامة من السكان، وأكّد على ضرورة معالجة هذه المعضلة التي من شأنها أن تغذي ظاهرة الإرهاب إلى جانب الفقر، قائلا أنّ "الشباب بإمكانه أن يكون قنبلة موقوتة أمّا في مجال  التنمية والتطور أو في مجال الإرهاب". كما يمكنه أن يكون قوّة دفع ونموّ اقتصادي.

وتطرق منير المؤخر رئيس غرفة التجارة والصناعة بتونس وممثل شبكة المدن الفرنكوفونية في افريقيا، من ناحيته إلى أهميّة تحمل المسؤولية من طرف مختلف المتدخلين لتحقيق التنمية والتطور، مؤكدا انفتاح الغرفة على التعاون وتبادل الآراء والمقترحات مع مختلف الجهات المحلية الفاعلة في المنطقة للوصول الذي نتائج مهمة .

وأشاد بالخبرات التي تتمتع بها  تونس في مجالات متعددة منها رسكلة النفايات والمياه والطاقات المتجددة، داعيا الدول المغاربية والافريقية إلى الاستفادة من هذه الخبرات.
ولاحظت شيخة المدينة أنّ "التجارب الفاشلة في هذا المجال تجعلنا نستخلص الدروس ونلتزم بالمسار" مضيفة أنّ "التغيرات العديدة التي عايشناها تجبرنا على قول "نعم" لانتظارات مواطنينا". وأوضحت أنّ مهمة المسؤولين وقدرتهم على التأثير المحلي تجبرهم على الالتزام والشراكة مع بقية الفاعلين المحليين وفي مقدمتهم رؤساء المؤسسات وغرف التجارة والصناعة ومختلف هيئاتهم.

وعبّرت سعاد عبد الرحيم عن أملها في أن يعي المواطنون في منطقة المغرب العربي والساحل الافريقي، حصول تطورات ايجابية على ارض الواقع، لأنّ رؤساء البلديات يحترمون تطلعاتهم ويسعون "لفك العزلة الاجتماعية" عنهم وعن أي مدينة من مدن الجوار لاسيما المدن الواقعة في الساحل الافريقي.

وتطرقت رئيسة بلدية تونس للحديث عن "شبكة المدن المغاربية" التي من شأنها تحقيق التقارب الحقيقي بين شعوب يجمعها التاريخ والجغرافيا والحضارة، وهي عوامل قالت أنّها "هامة جدّا لوضع أسس هذا البناء المغاربي اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وشعبيا".

وثمنت من جانب آخر، النجاحات التي  يحققها القطاع  الخاص لجميع الدول المغاربية خارج الحدود، وما طوره من مهارات تستجيب لحاجيات مختلف الأسواق الافريقية.

كما أشارت إلى عمق العلاقات التي تجمع بين افريقيا المتوسطية وافريقيا جنوب الصحراء خاصة في ظل ما تشهده هذه العلاقات من ديناميكية جديدة خلال السنوات الأخيرة، تبلورت بالخصوص في المجال الاقتصادي وما أفرزه من شراكات بين المدن المتوسطية والمدن الساحلية والمدن الصحراوية.