أخبار - 2019.09.02

وفاة الشيخ عبد الكريم عزوز أحد أعلام مدينة الزهراء في المجال الديني

وفاة الشيخ عبد الكريم عزوز أحد أعلام مدينة الزهراء في المجال الديني

فقدت مدينة الزهراء هذه الأيام أحد أكبر علمائها وشيوخها المرحوم عبدالكريم عزوز في سن تناهز التسعين عاما.كان رحمه لله يحظى إلى جانب العلامة المرحوم عمر العداسي بتقدير سكان المنطقة واحترامهم طيلة الربع الأخير من القرن العشري والعقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين لما أسداه الرجلان من خدمات في مجال تحفيظ القرآن الكريم.

مولده ونشأته

ولد عبدالكريم عزّوز  سنة 1928 بمديمة نفطة بالجريد التونسي وهو سليل عائلة معروفة بحبها للعلم والأدب أنجبت من الشيوخ والأدباء المعروفين ومنهم الكاتب القصاص والشاعر مصطفى عزوز.

زاول عبد الكريم تعلمه الابتدائي بمسقط رأسه حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية عن شيوخ معروفين بالجهة.

وخلافا لما كان يفعل أبناء المنطقة الذين يواصلون تعلمهم بجهتهم فضّل هو التحول إلى  العاصمة مباشرة والتحق بجامع الزيتونة المعمور سنة 1949 ليواصل تعلمه الثانوي والعالي حيث نال شهادة التطويع سنة 1953 .التحق بالمدرسة العليا للحقوق وتحصل على شهادة الحقوق،كان عبدالكريم عزّوز مغرما أيضا بالموسيقى فانخرط في الرشيدية وتعلم العزف على آلة العود.

بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم تعلم عبد الكريم علم التجويد و حفظ الجزرية الشهيرة لابن الجزري كما حفظ العديد من المتون الفقهية ومنها ألفية ابن عاشر وكذلك بعض المتون النحوية منها قصيدة  البردة والهمزية للبرزلي وغيرها.

الحياة المهنية والعلمية

في سنة 1957 عين عبدالكريم عزوز موظفا بالمجلس البلدي بتونس وانخرط سنة 1958 في سلك المحامين وهي المهنة التي بقي يباشرها إلى أن أحيل على المعاش سنة 1989.

أهم نشاط علمي قام به المرحوم عبدالكريم عزوز هو تحفيظه القرآن الكريم مجودا لمجموعة كبيرة من سكان مدينة الزهراء جنوب العاصمة التي استقر بها في حي الحبيب وكان صاحب هذه السطور ضمن مريدي اشيخ وتعلم عنه التجويد برواتي قالون وورش علما وأنّ الشيخ كان يتقن القراءات السبع وكان يلقي دروسه و إملاءاته بجامع عمر ابن الخطاب بحي الحبيب بالزهراء، ونظرا لماكان يحظى به من احترام ومحبة عين في أوائل التسعينيات من القرن العشرين إماما خطيبا بالجامع المذكور وكان يؤم المصلين في صلاة التراويح في رمضان المعظم وكان صاحب هذه السطور أول الأمر يتابعه بالمصحف ليصلح له الخطأ الذي كان قليلا ما يحدث، وعين رئيسا لجمعية المحافظة عن القرأن الكريم بالزهراء وكان يحفّظ النساء القرآن بمقر الجمعية المحاذي لمركز الأمن، ثم عين عضوا قار بالجمعية الوطنية للمحافظة على القرآن الكريم بتونس، وكانت وزارة الشؤون الدينية تكلفه بإلقاء الدروس الفقهية المخصصة للحجيج بولاية بن عروس.

والشيخ عبدالكريم معروف بتمسكه الشديد بالسنة النبوية وكان يطبقها بالجامع الذي كان يشرف عليه،فكان يمنع المصلين عن استعمال الزربية والسجاد المزركش كما كان لا يسمح بتعليق الإطارات بجدران قاعة الصلاة وخاصة في الواجهة القبلية ولو كانت تحمل آيات قرآنية لأن كل ذلك من شأنه أن يشغل المصلين ويفقدهم الخشوع أثناء الصلاة و كان لا يسمح إلا بأذان واحد عند  إقامة صلاة الجمعة خلافا لكثير من المساجد التي يؤذن فيها ثلاثا لإقامة صلاة الجمعة وذلك تطبيقا لما قاله الشيخ الطاهر ابن عاشور عند تفسيره للآية الواردة في سورة الجمعة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"،

وورري جثمانه الطاهر  التراب بمدينة نفطة  كما أوصى  هو بذلك. رحم الله الشيخ عبدالكريم عزوز وأسكنه فراديس جنانه إنه سميع مجيب.

عبدالقادر المعالج

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.