محمد عبيد، استشاري الغدد الصماء ورئيس الجمعية التونسية لأمراض الغدد الصمّاء والسكري

الدكتور محمد عبيد أستاذ بكلية الطب بصفاقس ورئيس قسم أمراض الغدد الصماء والسكري بالمستشفى الجامعي بصفاقس ورئيس الجمعية التونسية لأمراض الغدد الصماء والسكري.

ما هي نسبة انتشار مرض السكري في تونس؟ وماهو ترتيب تونس مقارنة ببلدان المغرب العربي وإفريقيا؟

حسب آخر الإحصائيات الوطنية التي قامت بها الجمعية التونسية لأمراض الغدد الصماء والسكري بالتعاون مع المعهد الوطني للصحة العمومية ومنظمة الصحة العالمية سنة 2016 فإنّ مرض السكري ينتشر بنسبة 15.5% عند الفئة العمرية ما فوق من 15 سنة وقد ارتفع هذا المعدل أربع مرات في 40 سنة مقابل 3.8% في 1976.

وتعتبر نسبة  انتشار المرض في تونس الأعلى مقارنة بباقي دول المغرب العربي كالجزائر والمغرب ومعظم الدول الأفريقية ما عدى مصر.

لماذا  تعتبر نسبة الإصابة بمرض السكري عالية في تونس؟

هناك عدة عوامل أدتإلى ظهور هذه النسبة العالية لمرض السكري ونذكر منها:

• ارتفاع معدّل أمل الحياة عند الولادة الذي بلغ 75.6 سنة مقابل 50.5 سنة 1966
• تغير نمط الحياة لدى التونسيين مع الإفراط في تناول الأغذية التي تحتوي على الكثير من السكريات والدهون إضافة إلى الدعم الذي تقدمه الدولة للمواد الغذائية مثل السكر والزيت والدقيق في ظل انخفاض النشاط البدني والمزيد من التوتر والنتيجة هي زيادة في الوزن والسمنة التي تؤدي إلى انتشار السكّري خاصة مع وجود العامل الوراثي

ما هي العلاقة بين السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والشرايين؟

تعتبر أمراض القلب والشرايين من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الوفاة بالنسبة إلى مرضى السكري بنسبة 50% . ويموت مرضى السكري قبل 5 إلى 10 سنوات مقارنة مع عامة الناس. وتزيد أمراض القلب والشرايين من خطر الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية كما يعتبر مرض السكري السبب الرئيسي لعمليات بتر الأطراف السفلية بنسبة تصل إلى 70 %.

ما هي الحلول الطبية الجديدة التي تحمي مرضي السكري من أخطار أمراض القلب والشرايين المتصلة بمرض السكري؟

هناك العديد من الحلول العملية والطبية التي تخفض من أخطار أمراض القلب والشرايين المتصلة بمرض السكري وهي:

• تغيير العادات الغذائية السيئة
• القيام بنشاط بدني
• الإقلاع عن التدخين
• انخفاض في الوزن الزائد
• التحكم في نسبة السكر في الدم وفي ضغط الدم

ويأتي الأمل أيضًا من بعض الأدوية المضادة للسكري التي تظهر تأثيرًا إيجابيًا على القلب والأوعية الدموية عند مرضى السكري.

ما هو رأيك في الأدوية الجديدة التي تعمل على تثبيت الناقل المشار كصوديوم/جلوكوز2، عن طريق الفم (Inhibiteurs SGLT-2)

أثبت هذا العلاج الجديد نجاعته وهو دواء مثبت لمستوى السكر في الدم وتكمن طريقة في تعزيز إفراز الجلوكوز في البول وفي نفس الوقت يعزز فقدان الوزن ويقلل من ضغط الدم. كما يعتبر تأثيره إيجابيا على القلب والأوعية والكلى ويعمل هذا العلاج على الحد من خطر الإصابة بمرض القصور القلبي وأمراض الكلى ومرض تصلب شرايين القلب.

ما هو رأيك في دراسة EMPA-REG OUTCOME® التي تبّين أنّ العلاج الجديد يسهم في خفض مستوى الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 38٪ معPlacebo٠أوالنوباتوالسكتات القلبيّة بنسبة 14٪؟

تعتبر دراسة EMPA-REG OUTCOME® ثورة في تاريخ مرض السكري من النوع الثاني وهي الدراسة الأولى التي تظهر تأثيرًا كبيرًا على وفيات القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري. كما تمنح الأمل إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري لتفادي خطر الإصابة بأمراض القلب.

وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ Empagliflozine قد يكون علاجا أساسيا للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية بالنسبة إلى مرضى السكري من النوع الثاني مثله مثل الأدوية الأخرى من بينها الأدوية المخفضة للكوليسترول.