أخبار - 2019.05.20

مدرسة ومعهد الغد... من أوكد اهتماماتنا اليوم!

مدرسة ومعھد الغد... من أوكد اھتماماتنا الیوم!

یُمثّل التعلیم الاعدادي والثانوي حلقة تنوّع الدراسة عند مقارنتھا بمراحل التكوین الأخرى المتتالیة، التي یمرّ بھا شبابنا وإطارات المستقبل ومُسیّرو الغد للبلاد... لذا، فلاعتناء بإصلاحھ وتوجیھھا نحو الأحسن یُعتبر مسؤولیّة الجمیع. وعلیھا من اللازم التّعمّق في اختیار أسسھ العامة، والاشتراك في الحوار في ھذا الموضوع بین المعنیین بالأمر بمختلف اتّجاھاتھم السیاسیة وتنوّعھم الثقافي والعلمي...

ھذا التّطویر یجب أن یخضع إلى دینامیكیة مُتّزنة وثابتة وتدریجیة... لا للتغییر السریع ولا للانقلاب، حتّى لا نقع في أغلاط عدّة إصلاحات سابقة مُرتجلة وفي جزء كبیر منھا ارتكزت على أھواء بعض الوزراء المُتعاقبین على ھذا المنصب أو بعض المُقرّبین منھم... وكان نتیجتھا التّراجع في عدید منھا... رأیُنا یتمثل في إعداد مخطط مُحكم على المدى الطویل یتمّ إنجازُه بالتّدرّج. وعند بدایة التّطبیق یتمّ بالتّوازي تقییم التّدابیر المُتّخذة على المدى القصیر وتعدیلھا كلّما لزم الأمر، حتّى نتقدّم إلى الأمام بثبات ودون انتكاس.

وفي تدخلنا ھذا نُقدّم بعض الاقتراحات المتعلّقة بالمبادئ العامة لھذا الاصلاح المتعلّق بتطویر التعلیم الإعدادي والثانوي:

  • إبراز مواھب الشاب وبلورتھا قصد الاختیار الصحیح عند التوجھ إلى التعلیم العالي أو الحیاة المھنیة.
  • الحرص على تمكین الشاب المتعلم، وبصفة مستمرّة من خبرات ومھارات عملیّة تُمكّنُھا من الخروج من النظام المدرسي بمؤھل مُ عتمد، إذا انقطع عنھ خلال فترتھ وتعذر علیھ إتمامھا.
  • تدعیم المبادرات التي نلاحظھا في تطور التعلیم، دون الإخلال بالھیكل الأساسي للمعھد أو المدرسة، باقتراح ممارسات تربویة جدیدة تعتمد على العمل الجماعي، وتشجیع المبادرات الشخصیة والجماعیة، وھذا ما یُسھّل اكتشاف كل مواھب الشباب الناشئ وتقییمھا وتنمیتھا. كما أنھ من الضروري أن یُتقن طلاب المدارس الثانویة التدریبات الأساسیة في الحیاة العملیة والمھنیة مثل كتابة خطاب أو تقریر أو قراءة مثال ھندسي أو خریطة أو معالجة النصوص أو القیام بمُداخلة قصیرة باللغة العربیة وبلغة أجنبیة.
  • تخصیص نصفيْ یوم في الأسبوع (أو أمسیتَیْن) لأنشطة النوادي التي تُساعد على تعزیز تدریب الشباب على الحیاة العملیة بمختلف اتجاھاتھا وتنمیة ھوایاتھم وتمكینھم من مھارات تُفید ھم في حیاتھم.
    لا یتعلق الأمر بالتقلیل من ساعات التدریس المقدمة للتلامیذ، ولكن التّطویر المُستمرّ في الأسالیب التربویة، حسب التّطور الاجتماعي، لابُدّ منھ للسماح باكتساب دائم للمعرفة ومراعاة جمیع المواھب. كما أنّ تدعیم تواجد المواد الاختیاریة یُساعد على تعزیز وتنوُّع تثقیف الشباب. والنوادي بدورھا یجب أن تتطوّر وتتنوّع حسب المحیط المحلي للمدرسة، بما في ذلك المُستوى الاجتماعي والثقافي والمادي واھتمامات المتساكنین بالمنطقة. كما حان الوقت لتأخذ النوادي التّقنیّة مكانة ھامّة حتّى ینمُ و الحسّ التقني والمواھب التكنولوجیة في الناشئة وھو ما ینتُج عنھ شباب مُبدع ومُخترع في میادین حدیثة ومتطورة.
  • بخصوص برامج التعلیم، إذا ثق لتْ وفاتتْ طاقة استیعاب المُتعلّم، فإنّھا تُؤدّي بذوي الامكانیات الضعیفة إلى دوّامة الفشل. من جانبھم، یخضع المعلمون لبرنامج رسمي یجب إكمالھ بأي ثمن، مما یُجبرھم على التخلي عن الممارسات التربویة المبتكرة التي یرغبون في تطبیقھا، ویلجؤون إلى ضخّ المعلومات بصورة سریعة. وبذلك یتمّ تدریس البرامج النّیّرة والطموحة بشكل سطحي، قلیل الفائدة، خصوصا بالنسبة للتلامیذ النّجباء، ذوي الامكانیات المرتفعة حیث لا یتمكّنون من تعمیق المعرفة.
    فبرامج التعلیم یجب أن تكون ھادفة ومُدعّمة بمھارات بیداغوجیة مُتطوّرة من طرف إطار التدریس، حتّى یتمكّن كل تلمیذ، وفقًا لاحتیاجاتھ الخاصة، من تنمیة مداركھ، ومقدرتھ على تحلیل المشاكل والمواضیع، وإیجاد الحلول المناسبة لھا، اعتمادا على شمولیة المعلومات التي یتلقاھا، والفكر المُبدع الذي یجب التّركیز على خلقھ وتنمیتھ بالمدرسة والمعھد...
  • مواكبة التّطوّر المعرفي وخصوصا التكنولوجي في جمیع أبعاده بما فیھا تكنولوجیات الإعلامیة والاتصال. فإطار التعلیم مُطالب بتكوین الشباب في طرق البحث عن المعلومات لحلّ المشاكل المختلفة بأنجع الطّرق وأقصرھا، بدون متاھات عقیمة في إیجاد الحلول وخصوصا عند الإبحار في الأنترانت... فاستخدام الكمبیوتر بشكل منھجي وصحیح ینتمي إلى مسؤولیة التّكوین بالمعھد.
  • رجوع المدرسة الثانویة الفنیة، التي اختفت خلال السنوات الأخیرة، مع إدخال تحسینات في البرنامج أمر لازم حسب رأینا، بدون التّنقیص من قیمة وأھمیّة المعرفة الأدبیة والفنیة والاقتصادیة التي یجب أن تندمج بالثقافة الأساسیة للتلامیذ.
  • إ نّھا من أھمّ عوامل نجاح الیابان جودة التعلیم الثانوي التقني. ومن جھة أخرى، عانت البرتغال من عدّة مشاكل نتیجة إلغاء التعلیم الثانوي الفني في النصف الثاني من السبعینیات... فمن الضروري ضمان وجود ثقافة تكنولوجیة صناعیة مرتبطة بثقافة علمیة لتكوین ف نّ یّین ومھندسین وشباب مُبدع یضمن ال تّقدم التكنولوجي للبلاد.

عبد العزیز داود أستاذ "متمیّز" أكادیمي

ONUDI خبیر لدى المنظمة العالمیة للتنمیة
مدیر سابق بمدرسة المھندسین

المبروك دمق

دكتور مھندس متقاعد من التعلیم العالي




 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.