يوسف الشاهد يدعو الديمقراطيين والدستوريين والحداثيين إلى خلق ديناميكية لتحقيق التوازن في المشهد السياسي
لئن لم يكشف رئيس الحكومة يوسف الشاهد عن ملامح مشروعه السياسي فإنّه دعا " الديمقراطيين والتقدميين والدستوريون والحداثيين إلى توحيد الصفوف من أجل خلق ديناميكية لتحقيق التوازن في المشهد السياسي وتأمين المسار الديمقراطي".
وبيّن في حوار أجراه مساء الجمعة 21 ديسمبر مع الصحفي بوبكر بن عكاشة على قناة التاسعة أنّ هذه الحركة الجديدة ينبغي أن تقام على القطع مع الفساد
والممارسة الديمقراطية صلبها وصياغة مشروع سياسي يعيد الأمل والثقة والحلم إلى التونسيين.
كما قال "كلمته الأخيرة" بشأن من ينسب إليه من طموحات في هذا الحوار التلفزي الذي اختار أن يكون مكانه بهو قصر الحكومة بالقصبة وليس دار الضيافة بقرطاج مع الحرص على ترتيت أدقّ جزئياته حيث ظهر في خلفية الصورة تمثال نصفي للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وضع على منضدة في مدخل غرفة تؤدي إلى الجناح الخاصّ بباي تونس حيث كان يقيم.
ولا يخلو المكان الذي اختير لإجراء الحديث من رمزية، فهو يراد به إبراز سطوة رئيس الحكومة وسلطته.
تحدّث يوسف الشاهد عن الأوضاع في البلاد بنبرة حازمة لكنّه حاول أن يقنع الجميع بأنّ مستقبله السياسي لا يعنيه كثيرا قائلا، لما سئل عما كان ينوي الترشّح للانتخابات الرئاسية في سنة 2019 : "الترشّح لا يغريني، فهو ليس أولويتي". وعلّل ردّه بتركيز الاهتمام على حلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والماليّة ومواجهة التحديّات الأمنية.
وأجاب رئيس الحكومة على التوالي عن أسئلة تتعلّق بحركة نداء تونس (قياديوها يتصرفون في "باتيندة") وبعلاقته مع الرئيس الباجي قايد السبسي (تغيرت العلاقة ولكن يحكمها الدستور) وبالتحالف مع النهضة (من يريد أن لا تحكم عليه أن يخرجها بالصندوق) وبالملفات الاقتصادية وبأولويات الحكومة خلال سنة 2019.
هيئة الحقيقة والكرامة فشلت في مهمّتها ومشروع قانون بديل بصدد الإعداد نفى يوسف الشاهد أن يكون مدّد في مهمّة هيئة الحقيقة والكرامة، مؤكدا أنّه وقع إعلامها بانتهاء المهمّة في 31 ماي 2018 وبضرورة إيداع ملفاتها لدى مؤسسة الأرشيف الوطني.
ومع إقراره بفشل مهمّة الهيئة أفاد أنّ مشروع قانون في مجال العدالة الانتقالية هو بصدد الإعداد من أجل الكشف عن الحقيقة وتحقيق المصالحة الوطنية.
ولئن لم يدل ببيانات حول فحوى هذا المشروع فإنّه أوضح أنّ لجنة تتألّف من قانونيين رفيعي المستوى عكفت على إثرائه.
وأرجع يوسف الشاهد أسباب هذا الفشل إلى طول آجال العدالة الانتقالية وتسييسها، فضلا عن شخصية رئيسة الهيئة التي لم تكن تحظى بالإجماع.
وأضاف أنّ مسألة العدالة الانتقالية تكتسي بالغ الأهمية وأنّ سوء معالجتها ينجرّ عنه ضرر لعديد التونسيين، لذلك ارتأى ضرورة القيام بمبادرة من شأنها تحقيق المصالحة الوطنية.
خطّة الحكومة لسنة 2019
بخصوص خطّة الحكومة لسنة 2019 أعلن العزم على القيام بتغيير منقذ ووضع حدّ للتوتّرات السائدة وإطلاق المشاريع المعطّلة.
ومن بين المشاريع الكبرى التي سنطلق في السنة القادمة ميناء النفيضة وحقل نوّارة النفطي والطريق السريعة تونس- جلمة وجسر بنزرت والرصيفان 8 و9 بميناء رادس وبرامج اجتماعية لفائدة الفئات المعوزة.
قراءة المزيد
يوسف الشاهد : علاقتي برئيس الجمهورية تغيّرت
يوسف الشاهد : خروج النهضة من الحكم لا يكون إلا بصندوق الانتخابات
يوسف الشاهد : قناعاتي وطنية وولدت في عائلة دستورية
- اكتب تعليق
- تعليق