تعليب التمور: غياب التجديد
يدخل تكييف التمور في قطاع الصناعات المعملية. وتحتلّ مسألة تعليب التمور مكانة مميّزة في الميزان التجاري للصناعات الغذائية منذ عدّة سنين ويمثّل التعليب مصدرا مهمّا للدخل بالنسبة إلى التمور المصدّرة وخاصّة دقلة النور التي تمثّل 63% من كامل الإنتاج يصدّر منها 35% مما يجعل تونس تحتلّ المرتبة الأولى عالميا في تصدير دقلة النور ويدرّ هذا النشاط على تونس حوالي خمس مداخيل تصدير المواد الغذائية. ويخضع التمر إلى عدّة عمليات قبل التعليب ليصبح جاهزا للتصدير ويقدّم المركز الفني للتعبئة والتغليف الدّعم الفني والتكوين للصناعيين في المجال. وتحوي علب التمر المصدّر ثلاثة أصناف هي الشمروخ والطبيعي والمكيّف. كما تصدّر التمور بدون نوى أو في شكل عجين . ويتميّز القطاع بتعليب متنوّع الأشكال منها العلبة الكرتونية أو الخشبية أو من البوليستيرين أو السلّة أو الصندوق المصنوع من سعف النخيل الذي يُقتنى للتهادي به في المناسبات والأعياد.... وتعتني تونس بتصدير دقلة النور التي تعتبر من أفضل أنواع التمور في العالم وهي مطلوبة خاصّة في أوروبا. وتذكر التقارير الرسمية أنّ التمور المعدّة للتصدير ومنها دقلة النور يتمّ تعليبها في محطات تكييف يناهز عددها 80 محطة وقد صدّرت تونس في السنة الماضية 110 آلاف طن معلّب من دقلة النور( بلغ الإنتاج 241 ألف طن) وفّرت للاقتصاد التونسي 570 مليون دينار وينتظر أن تصدّر 129 ألف طن من دقلة النور سنة 2018 (يبلغ الإنتاج 228 ألف طن) ستوفّر لتونس 763 مليون دينار .إضافة إلى تصدير 10 آلاف طنّ من التمر البيولوجي المعلب و 9 آلاف طن من التمر المعلّب منزوع النوى الذي تطلبه السوق الأمريكية والكندية. وتتصدّر أمريكا الدول التي تستورد التمر البيولوجي التونسي بنسبة 29.5% ثمّ ألمانيا بنسبة 29 % فهولندا بنسبة 17.6 %. ويوجد نوع آخر من التمور مطلوب في السوق الإيطالية خاصّة يتمّ غسله بالماء الساخن ثمّ تجفيفه ثمّ تلميعه بالغلوكوز وبعدها تعليبه في علب مختلفة الحجم. ويتواصل هذا النجاح في مجال تعليب التمور وتصديرها رغم غياب التجديد في التعليب ويعود ذلك حسب أحد المختصّين إلى عدم قدرة المصّدر على تحمّل مصاريف جديدة ناتجة عن تعليب جديد رغم أنّ التعليب الذي تستعمله عديد المصانع في الدول المصدّرة للتمور أفضل وأجمل من التعليب التونسي ويأمل محدّثنا أن يتوجّه المصدّرون إلى أشكال جديدة من التعليب على الأقلّ عند ولوج أسواق جديدة . وأشار أيضا إلى عدم وجود دراسة حول تأثير التعليب على التصدير في قطاع التمور، علما أنّ هناك تطورا في التعليب يتمثّل في توفير علب دقلة النور باستعمال أشكال ومواد علب من الصناعات التقليدية تجد رواجا في الأسواق الأوروبية والأمريكية لأنّها تستعمل كهدايا في الأعياد والمناسبات والقطاع مطالب بمزيد تطوير هذا النوع لأنّه يجد منافسة من بعض المصدّرين الأجانب.
يؤكّد الخبراء أخيرا أنّ تطوّر قطاع تخزين وتكييف وتعليب التمور رغم النقائص كان من بين الأسباب التي ساهمت في نجاح نشاط تصدير التمور إضافة إلى قيمة المنتوج التونسي مقارنة بمنافسيه.
خالد الشّابي
قراءة المزيد
تعليب المنتجات الفلاحية: التجــديــد المــطلـوب
- اكتب تعليق
- تعليق