تعليب المنتجات الفلاحية: التجــديــد المــطلـوب
التعليب أو التغليف هو وسيلة لحفظ المنتوج غذائيا كان أو سواه، ممّا يساهم في تسويقه ثمّ بيعه. ويعتبر التعليب جزءا من المنتوج الذي يحويه ودونه يفقد المنتوج قيمته التسويقية أوّلا والصحية لاحقا خاصّة بالنسبة إلى المواد الغذائية التي تحُفظ بقطع النظر عن المدّة. وقد خبرت تونس أهمية هذا النشاط وأنشأت له مركزا فنيا منذ سنة 1996 قدّم الخبرة اللازمة للصناعيين في مجال التعبئة والتعليب لتثمين منتوجاتهم. ونلقي الضوء في هذا المقال على توجّهات التعليب والتغليف وأثرها في تسويق المنتوج التونسي وقد اخترنا تعليب زيت الزيتون والتمور (دقلة النور) نموذجا...
يعمل المركز الفني للتعبئة والتغليف حســـب مــــديره العام السيد أنيس قعيــدة محجــــوب على مرافقـــة المـــؤسّسات الصناعية ودعم جهــــودها فنيا لتأهيل منتوجاتها وإعطاء قيمـــة للتغليــــف حتى تضمن استجابتها لمتطلبات الأسواق المحلية أو الخارجية عنــــد التصــــدير. كما يعمل المـــركــــز على توجيه المؤسّسات في مجال اختصاصه وإطلاعها على التوجّهات العالمية الجديدة لنشاط التعليب وتقديم النصح لها وتقديم خدمات لتلك المؤسسات في مجالات التأهيــــل والتكـــوين. كما يلعب المركز دورا آخر يتمثّل في النهــــوض بزيت الزيتون المعلّب وتطوير صادراته كالقيام بالدراسات واستكشاف الأسواق والمشاركة في الصالونات والمعارض وتنظيم الحملات الترويجية. وعن آليات تــــدخّل المركز في مجال التعليب أو التغليـــف قال : ينجز المركز دراسات في جميع القطاعات لبيان الحاجيات في مجال التغليف والتعبئة لأنّ ذلك يساعد على التسويق وهو يتدخّل في وضع التصوّر وتقديم النصيحة في مجال التعبئة ويعتمد المركز على مخابر لإجراء التحاليل اللازمة لمساعدة المصدّرين. كمــــا يقدّم خدمات فنية في مجال تقييم الجودة وتطويرها ويهتمّ بكلّ المتدخّلين في مجال التعليب . ويساهم المركز في تقديم الخبرة التونسية في مجال التعليب لعدّة بلدان منها السعودية ومصر والأردن ولبنان وليبيا وفلسطين وتنزانيا وغيرها ..
التعليب يثمّن المنتوج
يعمل المركز حسب مديره العام على تقديم إجابات للصناعيين المعنيين بخصوص تحديّات السوق في مجال التعليب من حيث الشكل والتصور اعتمادا على التوجّهات الجديدة في السوق العالمية للتعليب وآخر التطوّرات التكنولوجية في المجال ، وتقوم مختبراته بتحليل مكوّنات المادة المستعملة في التعليب في علاقة بالمنتوج المعلّب إن كانت من الورق أو الكرتون أو البلاستيك أو الخشب أو الزجاج أو المعدن، مما يوفّر تعليبا يخضع للمواصفات العالمية من حيث الجودة وعدم التأثير أو التفاعل مع المنتوج . وبخصوص التصدير يقدّم المركز نصائحه حول طريقة التعبئه حسب نوعية المنتوج المصدّر إن كان سريع التلف أو التأثّر أو كان قابلا للاشتعال ..الخ.. ليصل المنتوج المصدّر إلى الخارج سليما . ويشارك المركز الفني للتعبئة والتغليف في الصالونات العالمية للتعليب وحصل التعليب التونسي في تلك المشاركات على عدة جوائز عالمية. وبالتوازي ينظّم المركز في تونس كل سنتين معرضا للتعليب تزامن هذه السنة 2018 مع تنظيم الدورة التاسعة للمسابقة الوطنية لأفضل تعليب والدورة السادسة للمسابقة الوطنية للشباب المبدع في مجال التعليب وهي مسابقة خاصة بالطلبة في الابتكار والتصميم توفر لهم الفرصة لتقديم إبداعاتهم في المجال للصناعيينط. وبالنسبة إلى هذه الدورة حصلت مؤسّسة إنتاج زيت زيتون المعلب على النجمة الذهبية في مجال الإبداع والتجديد في التعليب.
ويؤكّد لنـــا أحد المصدّرين لزيت الزيتون أنّ التعليب اليوم هو نشاط حيوي بالنسبة إلى تسويق المنتوج وتطوير المبيعات إذ يعتبر وسيلة اتصال مع المستهلك يؤثّر فيه من أوّل نظرة من خلال شكل التعليب والعلامة التي تميّزه وكذلك من خلال البطاقة اللاصقة التي تعرّف بالمنتوج وصانعه وطريقة استخدامه...ممّا يجعل المستهلك يحكم على مدى جودة المنتج داخل المعلب قبل استعماله ويتّخذ قرار اقتنائه.
ويحتاج المصنّع حسب المصدّر إلى تغيير تغليف منتوجاته بين الفترة والأخرى مع المحافظة على العلامة المميزة للمنتوج ويفرض ذلك التغيير التطوّرات التي يشهدها العالم والتقنيات الجديدة في مجال التعليب من حيث الأشكال والمواد المستعملة وخاصّة ما يتلاءم منها مع حماية البيئة والتي تغطيّها الصالونات العالمية المتخصّصة في التعليب.
لكنّ التعليــــب أو التغليف الــــذي يثمّن المنتوجات يمكن أن يكون خطرا على المنتوج وعلى المستهلك نظرا لغياب الرقابة في سوق الاستهلاك المحلية. وهنا سألنا السيد أنيس قعيدة محجوب عن مدى صلاحية بعض العلب أو الأكياس أو المغلّفات المستعملة في السوق التونسية للاستهلاك خاصّة تلك التي لم تخضع للتحاليل اللازمة للمصادقة على صلاحيتها فقال: «رغم أنّ في السوق التونسية قوانين تنظيمية تهمّ الخصائص الفنية المستعملة في التعليب والتغليف إلاّ أنّنا نجد مواد تغليف مثيرة للتساؤل مثل العلبة الكارتونية المستعملة في تغليف البيتزا والورق المستعمل في تغليف اللحوم والأكياس البلاستيكية المصنّعة من مواد أوّلية لا نعرف مصدرها بقطع النظر عن خطرها على البيئة والجرائد خاصّة لخطورة حبر الطباعة على صحّة الإنسان. ودعا المدير العام إلى ضرورة تحسيس المستهلك والتاجــــر وتوعيتهـــــم بخطورة تلك المواد على الصحّة مع المتابعة في التطبيق على الميدان .وأفادنا بأنّ هناك توجّها لبيع الخبز الصغير في مغلّف غذائي حفاظا على صحّة المواطن.
قطاع التعليب
- يعمل في قطاع التعليب والتكييف والطباعة الخاصّة بالتعليب أكثر من 400 مؤسّسة
- تعمل 257 مؤسّسة في إنتاج عبوات التعليب من مواد مختلفة:
- 45 % من الورق الكرتون
- 25 % من البلاستيك
- 22 % من المعدن
- 2 % من الزجاج
- تعمل 145 مؤسّسة في الطباعة
- يشغّل القطاع 25 ألف شخص ويساهم في توفير 4 % من الناتج الخام في الصناعة
- يتطوّر القطاع بنسبة 10% سنويا.
خالد الشّابي
قراءة المزيد
تعليب المنتجات الفلاحية: التجــديــد المــطلـوب
- اكتب تعليق
- تعليق