زيت الزيتون المعلّب سلاح تونس في التصدير

زيت الزيتون المعلّب سلاح تونس في التصدير

يعتبر قطاع زيت الزيتون في تونس قطاعا استراتيجيا أساسيا لأنّه يـــــدرّ على الاقتصاد التونسي مداخيل هامّة من العملة الأجنبية إن تمّ تصديره سائبا أو معلّبا ففي مــــوسم 2017 – 2018 كانت عائدات بلادنا من تصدير زيت الزيتون 201567 طنّا بما قيمته 2023 مليار دينار منها 16948 طنّا من الزيت المعلّب صدّر منه 27 % لكندا و24 % لفرنسا و13 % للولايات المتحدة الأمريكية ، وبما أنّ تونس حصلت بفضله على المراكز الأولى بين الدول المنتجة لزيت الزيتون بل وفازت كذلك بلقب أوّل  مصدّر في العالم سنة 2015  وأوّل منتج لزيت الزيتون البيولوجي ، حظي تصدير زيت الزيتون المعلب خاصة بالاهتمام من طرف الدولة والمهنيين فأحدث المركز الفني للتعبئة والتغليف سنة 1996 وصنــــدوق النهــوض بزيت الزيتون المعـــلّب سنـــة 2006 الذي يموّله المصدّرون بهــدف المساهمة في تمويل العمليات التي تشجع على إنتاج زيت الزيتون المعلب وترويجه والقيام بدراسات حول الأسوق الواعدة والقيام بالحملات الاشهارية والمشاركة في المعــارض والصالونات الدولية وتقديم تصوّرات لطرق المنافسة ويتدخّل الصندوق لدعم المؤسّسات عند المشاركة في المعارض لتنمية صادراتها من الزيت المعلّب أو عند إحــداث علامات تجارية جديدة أو تحليل زيت الزيتون المعلّب عند التصدير ...لذلك ارتفعت نسبة الزيت المعلب المصدّر اليوم إلى 15 % من إجمالي انتاج زيت الزيتون (أكثر من 200 مصدر إلى أكثر من 40 سوقا وحوالي 50 مصنعا و50 علامة تونسية) بينما لم تكن تتجاوز 1 % قام بها 5 مصدرين قبل 10 سنوات فأصبح زيت الزيتون المعلّب من نقاط قوّة القطاع رغم أنّه قابل لمزيد التطوير . وباعتماد طرق تعليب وعرض متطوّرة ومبتكرة ذاع صيت زيت الزيتون التونسي المعلّب في العالم وأصبح ينافس كبار المصدّرين الإسبان والإيطاليين وساعد التعليب في دخول السوق الأمريكية واليابانية والصينية والكندية. ولدعم زيت الزيتون المعلب أحدث أيضا المجلس التونسي لزيت الزيتون المعلّب الذي يتولّى ضبط الأولويات في كل ما يهمّ عمليات الترويج والنهوض بزيت الزيتون المعلب على المستويين الوطني والدولي.  ومن هنا بدأ الزيت المعلّب يأخذ موقعا له في السوق المحلية منذ سنة 1996 ثمّ في السوق العالمية منذ سنة 2000 باعتباره يوفّر قيمة مضافة للاقتصاد التونسي لا يوفّرها الزيت السائب.

صعوبات زيت الزيتون المعلّب

وككلّ القطاعات يعيش زيت الزيتون المعلّب صعوبات على مستوى التعليب إذ لا يوجد في تونس سوى مصنع واحد للقوارير الزجاجية العادية بينما تستورد القوارير التي تأخذ أشكالا فنية كليا من الخارج وكذلك الأمر بالنسبة إلى أغطية قوارير الزيت وسدّاداتها. ورغم مساهمة الأشكال الجديدة المستعملة في تعليب زيت الزيتون في كسب زبائن جدد ممّا ساهم في تطوير التصدير تحول  المشاكل التقليدية لهذا القطاع دون الرفع بسرعة من حجم التصدير الذي يرى المختصّون أنّه قادر على بلوغ  50 ألف طن في السنوات القادمة خاصّة بمزيد الاهتمام  بالأسواق الواعدة مثل الصين والولايات المتحدة والبرازيل والهند وكندا واليابان. ومن الصعوبات أيضا ما يتعلّق بحجم الإنتاج وديمومته وارتفاع كلفته ممّا يؤثّر في الكمية المعلّبة والمصدّرة والسعر عند التصدير وبالتالي يؤثّر في مستوى المنافسة مع المصدّرين الكبار في العالم .وهذا يتطلّب جهدا مضاعفا من أجل العناية بجودة المنتوج  وبجمال التعليب ليتماشى مع التوجّهات الجديدة وفي أشكال فنية جذّابة حتّى يستطيع الزيت التونسي منافسة المنتج الإسباني والإيطالي.

خالد الشّابي

قراءة المزيد
تعليب المنتجات الفلاحية: التجــديــد المــطلـوب

زيت الزيتون المعلّب سلاح تونس في التصدير

تعليب التمور: غياب التجديد

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.