طارق عــزيــز: أحد بُناة النهضة الثقافية في العراق (ألبوم صور )

طارق عزيز عِراقي، اهتمّ بالشأن الثقافي، قبل أن يميل إلى السياسة. من المسيحيّين المؤمنين بأمّة عَربيّة إسلاميّة. ومعاني الأمّة مرتبطة، في نظره، بالثقافة والحضارة، دون علاقة بالعقيدة الدّينيّة. ولاؤه للرئيس صدّام حسين يعُود، في تقديري، إلى اعتبارات عديدة. فهو مُعجب بشخصيّة الرجل، وباعتزازه بعروبته؛ ويَجمع بين الرَجُلين إيمان راسخ بأمّة عربيّة، جذورها الحضارة الإسلاميّة، اشترك في صنعها ثلـّة من المسلمين ومن أهل الكِتاب.

وهذا النظر لا يَكون إلا من رجُل مثقـّف، مفكـّر، يُغلـّب الشأن الحضاري على ما سِواه.

وكأنّي به، في ذلك أيضا، يُوجس خيفة على أهله المسيحيّين، وهم قِلـّة قليلة في البلاد الإسلاميّة: فبقربه من صدّام، رغم ما يَعرف عنه – وربّما بسبب ما يَعرف عنه – قد يقصد أن يَكون حافظا لهم من غائلات غضبه، وما تؤول إليه من العنف.

كنّا على وئام دائم، مدّة اضطلاعي بالأمانة العامّة لجامعة الدول العربية ثمّ، بعد ذلك، حرص طارق على زيارتي، في منزلي، كلـّما دعته الواجبات الوزاريّة إلى عمل بتونس.

كان من أوّل بناة النهضة الثقافيّة في العراق. ثمّ بعد تولـّيه الشؤون الخارجيّة، برهن عن فهم دقيق للقضايا الدُوليّة. وكان، في مجلس الجامعة، من خيرة فرسان العمل المشترك. وأشكّ أن يكون متّفقا مع رئيسه، في الاعتداء على الكُويت. ولكنّه يعرف أنّ صدّام يتأوّل كلّ نصيحة إلى موقف معارض له، فيحتدّ في الردّ عليها– مثل ما حصل مع زميل له وزير الصحّة..

الشاذلي القليبي