الأستاذ نور الدين صمّود يحاضر حول أدب المجالس الأدبية الخاصّة ببيت الحكمة يوم الخميس القادم
يلقي الأستاذ نور الدين صمّود في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الخميس 8 نوفمبر 2018 محاضرة حول "أدب المجالس الأدبية الخاصّة وذلك بقصر المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة بقرطاج".
هذه المحاضرة مركزة على تبرير الاهتمام بضرب طريف من الأدب يسمّى أدب المجالس الخاصة بالاعتماد على انتقاء نماذج من أقوال القدماء والمحْدثين ومن أخبارهم وأشعارهم ونوادرهم التي تخلو ممّا يخدش الحياء وينحدر إلى مهاوي الابتذال، والأهم من عرضها التعليق عليها تعليقا يؤكد ما رأي صاحب المداخلة وهذا لبّ لبابها، وهو يرى أنّ مجرد ذكرها كخلع باب مفتوح.
وأدب المجالس الخاصة هو ما يدور بين ذوي الظرف من الخاصة، وقد كان القدماء يدٰونون ما يجري بتلك المجالس في كتبهم، وكان كثير من مشاهير العلماء والكـُبراء يسعون للاهتمام به وإعطائه المكانة التي يستحقها، كالوزير أبي عبد الله العارض الذي اقترح على أبي حيان التوحيدي أن يأخذا من الهزل بنصيب في الليلة الثامنة َعشرة من كتاب (الإمتاع والمؤانسة) مبرّرا اقتراحه بأنَّ الجـِدَّ قد كدّهم ونال من قـُواهم وملأهم قبْضا وكربا، وزاد اهتمامه به فقد أوصاه في نهاية سمره معه تلك الليلة بالاهتمام بهذا النوع من الأدب وبوجوب العودة إليه لآنه يحتاج إلى أكثر من ليلة واحدة.
كما نرى أنّ كثيرا من المعاصرين كشيخ الإسلام بتونس محمد الطاهر ابن عاشور يقول عن تقريره إثبات جميع أشعار بشّار في ديوانه بما اشتمل عليه من سُـمُـوٍّ في الدرجات العوالي من الفنون، ومن انحدار في دركات مهاوي المجون، الشيء الذي جعله يتردّد في حذف ما وجد في النسخة الفريدة من مخطوطة ديوان بشّار وقرّر إثبات جميع أشعاره وبرر ذلك بقوله في المقدمة: (وأمانة ُالعلم والنشر تـُوجب إثبات ما تركه القائلون كما هو، وتـَعُدّ الإقدامَ على إماتـَةَ كثير من بنات الأفكار ضربا من الوأد، وأن الاعتذار له بمثل تلك الأعذار، هو كانتحال أهل الجاهلية لأنفسهم معاذيرَ لِوَأد بناتهم، وربما اعتذر بعض الناس لحذف ما يحذفونه بأنه مما لا يَحْسُنُ أن يُدَرّس في المدارس للصغار، وهو عذر واهٍ، إذ ليس من الواجب تدريس الكتابِ كلـِّه، وإنما المدرِّسُ ينتخبُ ما يراه حسنا ويتركُ ما يراه قبيحا، (وكم من عائب قولا صحيحا).
(من أجل ذلك كله أثبتّ ديوانه على ما هو عليه، وألحقت ملحقاتِهِ كلـَّها كما نـُسبتْ إليه.)
- اكتب تعليق
- تعليق