ما سرّ تكرّر الاعتداءات على عربات القطار والمترو؟
بعد ظاهرة حرق مبيتات للفتيات في معاهد ثانوية، أثارت منذ أشهر قليلة أسئلة حائرة حول دواعيها والجهات التي تقف ورائها، تشهد ضواحي العاصمة الجنوبية والشمالية منذ دخول شهر رمضان المعظّم ظاهرة غريبة أخرى تتمثّل في الاعتداءات المتكرّرة على عربات القطار والميترو خلال ساعات الليل. اتخذت هذا الاعتداءات طابعا تخريبيا جليّا، ففضلا عن رشق العربات بالحجارة، وصل الأمر إلى قطع فرامل الميترو بالضاحية الشمالية ووضع حاجز خشبي بأحد تقاطعات السكك الحديدية.
وفي ليلة أمس الثلاثاء 22 ماي تعرّضت معدّات الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية من جديد للاعتداء والتخريب على الساعة العاشرة و44 دقيقة، حيث عمد بعض الأشخاص إلى قذف القطار عدد 246 الرابط بين حي الرياض والعاصمة بالحجارة وذلك على مستوى رادس مليان، ممّا تسبّب في تهشيم ثمانية شبابيك والواجهة البلورية الأمامية للقطار. وتقدّر كلفة الخسائر مبدئيا بحوالي 10 آلاف دينار، وفق ما ورد في بلاغ صادر يوم الأربعاء عن الشركة.
وقدكانت السلط الأمنية قد تحرّكت بسرعة عند وقوع مثل هذه الاعتداءات وتمكّنت في فترة وجيزة من إلقاء القبض على عدد من المتّهمين.
وأمام تفاقم هذه الظاهرة، أعلن رضوان عيّارة وزير النقل يوم الثلاثاء عن إحداث "هيكل عمومي جديد" تحت إشراف وزارة النقل يهتمّ بحراسة وأمن وتأمين وسائل النقل بمختلف أصنافها، موضّحا أنّ هذا الهيكل سيعمل مع وزارتي الداخلية والدفاع للحدّ من الخسائر الناجمة عن الاعتداءات على معدّات النقل، وسيتمّ إعداد ملفّ حول هذه المؤسسة سيعرض على رئاسة الحكومة للمصادقة عليه، إلى جانب ضبط وتنفيذ إجراءات عاجلة لمجابهة هذه الظاهرة ودعم التنسيق مع مصالح وزارتي الداخلية والدفاع.
فما هو سرّ هذه الاعتداءات المتكرّرة على وسائل النقل العمومي ومن يقف ورائها؟ أم أنّها مجرّد سلوك همجي عدواني؟
لا نعتقد أنّ إحداث هيكل عمومي لمواجهة هذه الظاهرة سيحلّ المشكل، بل إنّ حلّه يكمن في تحلّي المواطن بالحسّ المدني والتشبّع بثقافة المواطنة.
- اكتب تعليق
- تعليق