أخبار - 2018.01.24

د. علي المطيراوي رئيـس جـامـعة ســوسة: أطباؤنا الشبّان تربّوا على الحلم بالهجرة

د. علي المطيراوي رئيـس جـامـعة ســوسة: أطباؤنا الشبّان تربّوا على الحلم بالهجرة

من الأطراف الأساسية المعنيّة بقضية هجرة الأطبّاء المؤسّسات الأكاديمية التي تكوّن الأطبّاء ونقصد كلّيات الطبّ. لذلك استطلعنا وجهة نظر د. علي المطيراوي رئيس جامعة سوسة والذي سبق له أن كان عميدا لكليّة الطبّ بهذه المدينة.

أكّد هـذا الطبيب الجـامعي أنّ هجـرة الأطبّـــاء التونسيين مدعـاة للانشغال وأنّ ما يثير حـقّا الحيرة والقلـق تفــاقم هذه الظاهرة لدى الشبّان،. فما إن يحصـل هؤلاء على الشهادة حتّى يصبح الالتحاق بالخارج غاية الكثير منهـم، بعـد أن تـربّوا على الحلم بالهجرة، وفي ذلك خسارة للمجموعة الوطنية، إذ تبلغ كلفة تكوين الطالب في الطبّ 20 ألف دينـار في السنـة طوال فترة التكوين الأساسي وتتضاعف هذه الكلفة خمــس مــرّات في فترة الاختصاص.

وأوضح د. علي المطيراوي أنّ انعكاسات الهجرة تطال اختصاصات ثقيلة وعلى سبيل المثال التّخدير والإنعاش وكذلك التصوير الطبّي، ممّا قد يسبّب للبلاد نقصا في هذه الاختصاصات في الأعوام القادمة، مضيفا أنّ القطاع الطبّي محكوم بقانون السّوق، فبلدان غنيّة كفرنسا وألمانيا ودول الخليج تغري أطبّاءنا للعمل فيها حيث بإمكانهم أن يحصلوا على راتب يمثّل عشر مرّات راتبهم في تونس، علاوة على التمتُّع برفاه العيش ورغده.

وذكر أنّه من الخطإ الاعتقاد أنّ من أسباب هذه الظاهرة نقص الإمكانات والتجهيزات في المستشفيات، بل إنّ بعض هذه التجهيزات غير مستـغلّة الاستغلال الأقصى، على حـدّ تعبيره. 

وقال إنّه مـن الصعب صرف رواتب عالية للأطبّاء تضاهي تلك التي تعرضـها بلدان غربية ودول الخليج، غير أنّه من المتأكّـد السعـي بجـديّة إلى الحفـاظ عـلى نسبة مــن كفـاءاتنا الطبية وإلى الحـدّ من هجرة الأدمغة التونسية بصفة عـامّة ومن بينها أساتذة جامعيون كبار تستقطبهم المؤسّسات الجـامعيـة الخـليجيـة في حــين أنّ البــلاد في حـاجة مـاسّة إليهم.

وأشار إلى أنّ الإشكالية القائمة تكمن في انعدام سياسة إرادية لمجابهــة  هـذه القضية بطريقة استراتيجية، فضلا عـن  غياب حوار وطني بشأنها.

وذكر د. المطيراوي أنّ المجتمـع لم يحمِ نفسه من قانون السّوق وقاعدة العرض والطّلب، مبرزا ضرورة إيجاد آليات حماية منها:

  • التّفكير في بعث سلك خاصّ بالأطبّاء لكي يتسنّى ملائمة الأجور مع متطلبات السوق كما وقع في المغرب منذ بعض السنوات
  • عدم استبعاد نظام الخدمة المدنيّة لمدّة معيّنة على غرار ما هو معمول به في بلدان المغرب العربي وبلدان عمل بها في إفريقيا جنوب الصحراء.
  • كما يمكن، في نظره، إيجاد حلول أخرى لحماية المجتمع وتوفير الخدمات الطبية الضرورية للتونسيين في السنوات القادمة إذا تمّ اللجوء إلى حوار وطني لتحديد الاستراتيجية المثلى.

قراءة المزيد:

هجرة الكفــاءات التــونسيـة: كيـف نـوقــف الــنّـزيـف؟

أيّ حلول لهجرة الأطباء التونسيين؟

د. علي المطيراوي رئيـس جـامـعة ســوسة: أطباؤنا الشبّان تربّوا على الحلم بالهجرة

شهادتا طبيبين اختارا طريق الهجرة

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.