إن هذا لشيء عجاب: وما علاقة "نداء تونس" بـ"قصر المرمر"؟

نائبةٌ أصابتها نوبةُ غضب، أكدت في سَوْرَةِ انفعالها الشّديد، ردا على مُخَاطًبٍ من حزب مناوئ يزعم رئيسُه أنه عندما جاءت به الصدفة إلى رئاسة البلاد، كرّم ذكرى المجاهد الأكبر من خلال الاعتناء بقصره في المنستير، أن "نداء تونس" اكتشف أن بعض مُقْتَنَيَات القصر سٌرقت في فترة حكم "الترويكا".
وقد حاولتُ أن أفهم ماهيّة العلاقة التي يمكن أن تربط بين "نداء تونس" وبين "قصر المرمر" حتى يدخله ويعاين ما سُرق منه وما لم يُسرق، فلم أجد إلى الفهم سبيلا، إلا أن يكون الحابل اختلط بالنابل من جديد، وأن يكون الحزب الحاكم عاد ليضطلع بدور الحكومة وعادت الحكومة لتضطلع بدور الحزب الحاكم، تماما مثلما كان الأمر في العهد السابق، والعهد الذي سبق السابق...

وحين يعود الحابل إلى الاختلاط بالنابل مثلما يُسْتَشَفُّ من كلام النائبة التي أصابتها نوبة غضب، فإنّ ذلك يؤذن بخسارة معركة التغيير الذي كنّا، بعد الرابع عشر من جانفي 2011، نتطلّع إليه، ونأمل أن يتحقق، ونظن أننا بتنا على أعتابه...
ويا لخيبة أملنا المتبخّر كالماء عند الغليان...

محمد إبراهيم الحصايري