إن هذا لشيء عجاب: حصار قطر... ومرض انفصام الشخصية عند العرب
إذا كانت الأزمة المتولّدة عن مقاطعة قطر وحصارها أكّدت شيئا ما، فإنها، دون أدنى شك، أكّدت أن العرب يعانون من مرض الفُصَام أو انفصام الشخصيّة الذي يجعل المصابين به سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو مجتمعات أو دولا يعانون من ازدواجية حادّة في الخطاب والسلوك وسلّم القيم، وقد تجسّد ذلك في هَرْوَلة العديد من الدول العربية إما إلى التوسّط أو الدعوة إلى احتواء الأزمة وحلّها بالحوار والتفاوض، بينما ظلّت تتفرّج على الحرب على اليمن فلم تنبس ببنت شفة ولم تحرك ساكنا من أجل وقف المأساة التي ما يزال الشعب اليمني الذي يبلغ تعداده ثمانين مرة تعداد سكان قطر، يعيشها منذ أكثر من سنتين...
ولو أن هذه الدول كانت تكلّمت وتحرّكت عند بدء الحرب على اليمن وعملت على إيقافها، لما كنا اليوم نقف على شفا حفرة من مأساة عربية إضافية...
ولأنّ أخطر ما في مرض الفُصَام أن المصاب به يعتقد أنه سليم، وهو ما يمنعه من إدراك المخاطر المحدقة به، فإنّ على الدول العربية أن تعِيَ جيّدا هذه الحقيقة وأن تسارع إلى معالجة هذا الخلل الفادح في رؤية الأمور ومقاربتها... وإلاّ فإن العرب سائرون، حتما، نحو المزيد من الدمار والخراب...
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق