صلة الرّحم والتفكّك الأسري في كتاب جديد للأستاذ محسن بن الطيّب الحبيّب
في آخر إصداراته "هَرِمْتُ وما هَرِمَ القَلمُ"، ٲبرز الأستاذ محسن بن الطيّب الحبيّب ٲهمية برّ الوالدين وصلة الرحم والمحافظة على الٲسرة من التفكّك والتشتّت. وقد انطلق في ذلك من تجربته الشخصية وإستند إلى آيات قرآنية ونصوص دينيّة.
واختار الكاتب الحديث عن هذه المبادئ انطلاقا من ذكرياته التي جمعت بين الفرحة والألم، بين أجمل اللحظات التي عاشها مع والديه وأصعب لحظات فراقهما. وتقاسم مع القارئ مراحل من حياته كان فيها الوالدان دعامة نجاحه. كما كرّم في كتابه ٲخاه المرحوم عمر الحبيّب، معدّدا مزاياه وأفضاله ومتناولا مختلف جوانب مسيرته المهنية مرشدا فلاحيّا بعد تخرّجه من المدرسة الفلاحية بسمنجة وخبيرا لدى المحاكم.
وعن واجب رعاية الوالدين والإحسان إليهما، يقول محسن بن الطيب الحبيّب في هذا الاصدار الجديد إن "برّ الوالدين لا توجبه الخصاصة والاحتياج والعجز وإنّما تفرضه العلاقة النبيلة والمقدّسة الواجب شرعا صونها والامتثال لها وردّ الجميل لهما". وحذّر الكاتب من عقوق الوالدين والمتمثّل خاصّة في كلّ ما يؤذيهما ماديّا ومعنويّا من ٲقوال وأفعال ومواقف وتأفّف وتذمّر واستخفاف ورفع الصوت وعدم قضاء حاجتهما وغيرها من السلوكات.
كما يؤكّد الٲستاذ محسن الحبيّب ٲهمية ربط صلة الرحم وإيتاء ذي القربى، مبيّنا ٲنّ ٲهمّ المواقف والسلوكات التي تنفّر وتعطّل المبادرة بتجسيم صلة الرحم هو الشحّ والبخل وإهمال الوالدين والجهل المتواصل لفضائل صلة الرحم وحصره في بعده المادي الذي ٲفقده الغايات النبيلة. ودعا إلى إصلاح ذات البين والمبادرة بتقريب وجهات النظر وإعادة إحياء العلاقات.
وشرح الكاتب دور الٲبوين في تجميع الٲسرة والنٲي بها عن التفكّك. وٲرجع ٲسباب هذا التفكك بالأساس إلى صراع الٲدوار وانشغال ربّ الٲسرة وتخلّي الزوجة عن واجباتها والاستخفاف بالقيم الدينية والاجتماعيّة وكذلك وسائل الاتصال الحديثة لما لها من سلبيات على العائلة.
- اكتب تعليق
- تعليق