"الأسود أبيض" : الازدواجية الخالدة للفنان التشكيلي ٲحمد الزلفاني
اعتمد الفنّان التشكيلي أحمد الزلفاني في عرضه الجديد «Le Noir est Blanc» (الأسود أبيض) المزج بين لونين ٲساسيين وهما الأبيض والأسود وذلك بهدف الكشف عمّا تحتويه اللوحة من جاذبية وسرّ فنّي. وهنا يقول الزلفاني "هذا ٲسلوبي ، وهذه الطريقة التي أرى عملي من خلالها ".
والهدف من الصور الظليّة التي يلجأ هذا الرسّام الرغبة في ترك ما هو اعتيادي والخروج عن المألوف للتخلّص من القيود (المقدسات). ويعدّ توظيف اللون الأبيض في مختلف رسومه دليل بحث عن نقطة بيضاء، أي نقطة أمل، والهروب بشخصياته المجهولة إلى فضائه وعالمه السري.
"ترتدي" هذه الرسومات ازياء بالخط الأسود مستوحاة من الأناقة الخالدة. وقد اعتمد المبدع التشكيلي آليّة خاصة ومميزة وهي اختيار "رؤوس" صغيرة لجسد ضخم. و لا تشكّل هذه المفارقة أيّ صدمة أو حرج بالنسبة إلى المتقبّل ذلك أنّه يوجد وجه تشابه أو تطابق، ولو من بعيد، بينه وبين الآخر.
اعتمد أحمد الزلفاني على الازدواجية في الألوان بين الأبيض والأسود في مختلف لوحاته وذلك لاستغلال جاذبية الألوان وطريقة توظيفها في اللوحة لتنعكس روح الفنان في رسومه وتعبّر عن حياة متراوحة بين الضوء والعتمة، الأمل واليأس، الأبيض والأسود.
وأساس المراوحة بين الغموض وعمق الإحساس الخلفية البيضاء. رشاقة السيقان مع ارتداء الأسود في الصور الظلية تبيّن أن ّالشخصيات المجهولة بدت عازمة على وجود طريق منفتح على الأمل في فضاء مختلف وسري وغير مألوف.
باختصار، أحمد الزلفاني فنّان متعدّد الاختصاصات؛ فهو كاتب مسرحي ومصمّم ومصوّر ورسّام. له خبرة تفوق 27 سنة في تونس وخارجها (فرنسا واسبانيا وفيينا والبندقية ونيويورك وغيرها..) بعد التدريس في معهد الفيلم المغاربي (BMI)، سنة 1998، قام أحمد الزلفاني بتدريس التصوير في كلية الفنون والسينما (EDAC). ويعود بهذا المعرض الذي انتظم سنة 2012 بقاعة "شريف للفنون التشكيلية" بسيدي بو سعيد.
«Le Noir est Blanc » عرض يُعبّر عن الرغبة في الهروب من الأرض والتحرّر من كل القيود لمعانقة الفضاء المختلف الممتلئ بجمال ونقاء الألوان وروحها، يحتضنه رواق "مسك وعنبر" بضفاف البحيرة، تونس.
رؤية الزواري
- اكتب تعليق
- تعليق