برقيّــــة مفتوحــة من عبدالسلام القلّال إلى حسين العبّاسي رئيس المؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد العام التونسي للشغل
توجّه المناضل الدستوري الأستاذ عبد السلام القلّال إلى السيد حسين العبّاسي رئيس المؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد العام التونسي للشغل ببرقية جاء فيها:
" يسعدني، أن أتوجّه لكم بهذه البرقيّة للتعبير عن تمنّياتي لكم ولمؤتمركم بالتوفيق والنجاح. وأستسمحكم، بأن تقرؤوها على مسامع المؤتمرين، والمتضمّنة مقتطفات من خطاب ألقاه الرئيس الرّاحل الحبيب بورقيبة على منبر مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشّغل المنعقد خلال شهر أوت من سنة 1965، وقد جاء فيه:
" إنّ الدولة تُشرّكُكُم في مسؤوليّة قيادة الأمّة، فأنتم جنود منها ولستم طرفا مقابلا لا همّ له إلاّ تقديم المطالب ...، إنّ على كلّ فرد أن يُساهم في مجهود الإنقاذ، لكنّ المساهمة تتطلّب التفاني والإقبال على العمل بشغف وحماس، كحماس من ناضلوا في سبيل التحرير وتحمّلوا المصائب وتعرّضوا للرّصاص ...، فالعمل الذي ينتظركم، هو رفع مستوى العامل حتّى لا يكون كالأجنبي الذّي يعتبر الدّولة طرفا مقابلا ويَقصُر همُّهُ على أن ينتزع منها أكثر ما يمكن من المنافع الشّخصيّة."
عسى أن يجد المؤتمرون في هذه المعاني ما ينير سبيل الاتحاد في نضالاته ومواقفه مستقبلا، فيستلهم من حكمـة " حشّاد " العظيم مؤسّس الاتّحاد، الذي ترك المطلبيّة جانبا، عند انطلاق المقاومة ضد الاستعمار، وأعطى الأولويّة للوطن قبل الخبز.
ألم يكن من الافضل، بعد الثورة، تخصيص إمكانيات الدولة لتوفير الشغل لمئات الآلاف من الشبّان العاطلين، بدل صرفها في زيادة أجور من لهم شغل دائم ومورد قارّ، وهم يعتبرون من المحظوظين في هذه الظروف العصيبة التّي يمرّ بها الوطن؟ وهذا ما نأمل، واللّه وليّ التوفيق".
والأستاذ عبد السلام القلاّل، مناضل دستوري عرف حشّاد من قريب وتأثّر به، وكان له شرف تأبينه في العبّاسيّة بجزيرة قرقنة بتاريخ 05/ 12/ 1955 نيابة عن الاتحاد العام لطلبة تونس، عند نقل رفاته إلى تونس العاصمة، وكان ذلك صحبة الأخوين أحمد بن صالح الأمين العام للاتّحاد آنذاك والحبيب عاشور رحمه الله.
- اكتب تعليق
- تعليق