أُحِبُّ صَفَاقُسَ!... (إِلَى صَفَاقُسَ احْتِفَاءً بِهَا عَرُوسًا للثَّقًّافَةِ العَرَبِيَّةِ)
أُحِبُّ صَفَاقُسَ حُبًّا كَبِيرَا
وَلَوْ جَازَ لِي أَنْ أَقُولَ لَقُلْتُ:
طَوِيلاً عَرِيضًا
عَمِيقًا عَلِيًّا
وَجَمًّا غَزِيرَا
فَحُبِّي لَهَا لَمْ يَزَلْ يَتَنَامَى
مَعِي مُنْذُ أَنْ كُنْتُ طِفْلاً صَغِيرَا
وَرَائِعَةٌ هِيَ فِي نَاظِرَيَّ
وَلَمْ أَرَ يَوْمًا لَهَا فِي البِلاَدِ نَظِيرَا
وَوَاسِطَةَ العِقْدِ فِي عِقْدِ تُونِسَ كَانَتْ بِحَقٍّ
فَفِيهَا تَمَازَجَ كَدُّ الجَنُوبِ بِخِصْبِ الشَّمَالِ
فَكَانَ العَطَاءُ جَزِيلاً وَفِيرَا
وَفِيهَا تَحَلَّى رِجَالٌ أُبَاةٌ بُنَاةٌ
بِرُوحِ التَّحَدِّي
وَحُبِّ التَّفَوُّقِ وَالفَوْزِ بِالمَكْرُمَاتِ
فَحَثُّوا إِلَيْهَا المَسِيرَا
وَإِنَّ لَهَا فِي مِرَاسِ السِّيَاسَةِ وَالفِكْرِ وَالفَنِّ وَالاقْتِصَادِ
سِجِلاًّ ثَرِيًّا مِنَ الجِدِّ وَالاجْتِهَادِ
وَبَاعًا طَوِيلاً
وَصِيتًا شَهِيرَا
فَهَلْ عَجَبٌ، وَهْيَ مَا هِيَّ، أنَّ العُيُونَ تَرَاهَا سِرَاجًا مُنِيرَا
وَطَاقَةَ وَرْدٍ زَكِيٍّ ذَكِيٍّ
بَهِيٍّ شَهِيٍّ
يَفِيضُ عَلَى العَالَمِينَ شَذًى وَعَبِيرَا
وَأنَّ القُلُوبَ تُبَوِّؤُهَا فِي السُّوَيْدَاءِ مٍنْهَا مَكَانًا أَثِيرًا
وَمَقْعَدَ صِدْقٍ مُرِيحًا وَثِيرَا؟...
شعر: محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق