شهاب سلامة: كل زيوتنا حاصلة على علامة إيزو 22000
زيت زيتون مؤسسة سلامة للزّيوت هو زيت أنتج في مجمّع عائلي من المجمّعات الصناعية العريقة في الصناعات الغذائية في تونس. تأسس منذ سنة 1930 على يد المرحوم إبراهيم سلامة. وقد بنى هذه الجموعة الغذائية على إنتاج زيت الزيتون والاتجار فيه. ونقل هذا الاهتمام بزيت الزيتون إلى الابن السيد علي سلامة ثم إلى الحفيد الشاب السيد شهاب سلامة المدير العام لمؤسسة سلامة للزّيوت والذي حال عودته إلى تونس سنة 1994 بعد إنهاء دراسته في كندا اندمج في المجمع، وبداية من موسم 1998 – 1999 أدار هذه الشركة لتعليب زيت الزيتون وكان هدفه تطوير هذا القطاع من حيث التعليب والترويج المحلي والتصدير. ومن هنا انطلق مشروع زيت الزيتون المعلب الذي سيكون له فيما بعد صيته على المستويين الوطني والدولي. مديره العام السيد شهاب سلامة يحدثنا عن هذا الإنجاز.
كيف كانت البدايات؟ وما هي الإشكالات التي اعترضتكم؟
لاحظنا بعد خمس سنوات من انطلاق تجربتنا أي في موسم 2004 – 2005 أنّ النتائج لم تكن مرضية وأنّ عملية تصدير زيت الزيتون المعلب لم تقدّم ما كنا ننتظره منها بسبب المنافسة الشديدة من البلدان الأجنبية وخاصة من المنتجين الإيطاليين والإسبان الذين كانوا يبيعون الزيت في الأسواق العالمية بأسعار لا يستطيع الزيت التونسي منافستها رغم أنّ زيوتهم أساسها الزيت الذي يشترونه من تونس سائبا. وقد طرح هذا الوضع ثلاثة إشكالات أوّلها مشكل جودة الإنتاج وكيفية التحكم في سلسلة الإنتاج والاستمرار فيها ومطابقتها للمواصفات العالمية علما أن التحكم في سلسلة إنتاج زيت الزيتون كما فعلت مؤسّستنا يضمن لنا جودة في الإنتاج بنسبة 80% على الأقل. أما الإشكال الثاني فيعود إلى سعر التكلفة الذي لا نستطيع التحكّم فيه ما دمنا لا نتحكّم في كل مراحل سلسلة الإنتاج. ويتعلق الإشكال الثالث بالمحافظة على استمرارية الإنتاج بالتخفيف من أثر الظروف المناخية لبلادنا عليه، لذلك كانت أغلبية زراعاتنا من شجر الزيتون سقوية تدعمها التكنولوجيات الحديثة في الاستغلال والإنتاج.
الاستراتيجية الناجحة
هل لك أن تحدثّنا عن الاستراتيجية التي توخيّتموها للوصول بزيت الزيتون المعلّب في مؤسّستكم إلى المركز الذي هو عليه اليوم؟
لقد رأينا في الظروف التي أشرت إليها أنّ الحلّ يكمن في الإنتاج المندمج لذلك عملنا على تحقيق ذلك وتم إعداد استراتيجية تهتم بكل مراحل إنتاج زيت الزيتون من مرحلة الزراعة إلى مرحلة التعليب وتمّ وضع الاستثمار اللازم لإنجاح تلك الاستراتيجية فاستثمرنا في الزراعة في مساحة تقدر بحوالي 300 هكتار من شجر الزيتون حتى بلغ إنتاجنا اليوم حوالي 4000 طن ينتظر أن يتطور في السنوات الثلاث القادمة إلى 9000 طن. واقتنت المؤسسة معصرة متطوّرة مختصّة في إنتاج وتعليب زيت الزيتون كما تضمّنت خطة تنفيذ هذه الاستراتيجية بعث شركات ترويج وتركيزها خارج البلاد التونسية فقمنا بتركيز واحدة في كندا لتغطية كل بلدان أمريكا الشمالية ولدينا اليوم مشروع لتركيز شركة ترويج ثانية في ألمانيا تغطّي أوروبا ثم في المستقبل نفكّر في شركة تصدير في الصين لتغطية بلدان آسيا.
إنتاج ذو موقع متميز
ما هي أنواع زيت الزيتون المعلب الذي تروّجونه ؟ وما موقعكم بين المنتجين التونسيين؟
نذكر أننا قمنا بدراستين قبل ترويج زيتنا في الخارج ساعدتانا على اختيار تسمية العلامة التي سنطلقها على نوع الزيت وكذلك نوع البطاقة التي تلصق على المنتوج وذلك بطريقة علمية .كما تأكّد لدينا العلاقة الوطيدة بين زيت الزيتون والتقاليد الاستهلاكية للبلدان. لهذا نحن ننتج 6 نوعيات من الزيتون ثلاثة منها تونسية هي الشملالي والشتوي والوسلاتي واثنتان من إسبانيا هي أربيكينا وأربوزاتا وواحدة من اليونان هي كورنيكي .ونروّج خاصة ثلاث علامات معلبة هي علامة البركة وهي من أقدم العلامات المعلبة لزيت الزيتون في تونس وتروّج في تونس وننتج كذلك علامة اوليفا وتروج في الخارج وعلامة قرطاج وتروج في الصين خاصة .وإنتاجنا حاصل جميعه على علامة الجودة إيزو 22000. أما عن موقعنا فنحن اليوم ضمن الشركات الخمس الأولى في السوق المحلية ونأتي في العشر الأوائل بالنسبة لإنتاج وتصدير زيت الزيتون المعلب.
هل لك أن تقدّم لنا علامة أوليفا المنتشرة في عدّة أسواق عالمية؟
لقد انطلقت علامة أوليفا موسم 2008 – 2009 بعد إجراء دراسة بهدف إطلاق علامة جديدة تغزو الأسواق العالمية وفيها نوعان من زيت الزيتون المعلب : التقليدي والممتاز وهذا النوع الأخير مستخرج من زيتون حقول حفوز وهو ذو علامة مثبتة للأصل خاضع لكراس شروط تحدد طريقة إنتاجه نتّبعها بحذافرها . ونحن فخورون اليوم بالمكانة التسويقية لهذا الزيت في الأسواق العالمية وهذه خطوة مهمة خطوناها في تطبيق استراتيجيتنا وفي فترة وجيزة ويمكننا مزيد تطويرها في المستقبل.
الصعوبات والآفاق
ما هي الصعوبات التي تواجهكم لمزيد النهوض بتصدير زيتكم المعلب؟
هناك عدة صعوبات نذكر منها قلة الإمكانيات وعدم معرفة المستهلك الأجنبي في حالات كثيرة لبلادنا وتأثير لوبيات الترويج في الخارج وبعض التعقيدات الإدارية وارتباط إنتاجنا بالظروف المناخية لذلك علينا مزيد تطوير صندوق النهوض بزيت الزيتون المعلب وتطوير الترويج.
ما هي آفاق تطوير زيتكم المعلّب؟ وما هي أبرز التّحدّيات؟
نطوّر اليوم نشاطنا في إنتاج زيت الزيتون المعلّب ببعث وحدة جديدة للتعليب المتكامل بالقيروان معدة كليا للتصدير .كما نطوّرشهادات المنشأ ولنا مجموعة من الشهادات المطابقة نعدّلها سنويا حسب طلبات الدول وطلبات الحرفاء، هذا إضافة إلى مزيد الاستثمار في زراعة شجر الزيتون . ونحن نطمح إلى إنتاج 1000 طن خلال سنتين و2000 طن خلال السنوات الثلاث القادمة مع أننا صدّرنا في حدود 300 طن في الموسم الأخير، علما أنّنا نصدر كل ما ننتجه .كما لدينا استراتيجية مرحلية للاستثمار في شركات التوزيع في كل بلدان العالم . أما أبرز تحدّ علينا رفعه في المستقبل فهو تنويع الأسواق في الخارج ليصبح لنا تموقع عالمي.
وفي الختام؟
أدعو الحكومة إلى مزيد تشجيع إنتاج وتصدير زيت الزيتون عموما والمعلّب خصوصا ومزيد زراعة شجر الزيتون والتّركيز على هذا الإنتاج لأنه قادر على أن يوفّر لتونس حوالي 2000 مليون دينار في السنة ولنا فيه قدرة تفاضلية تجعل تقوية الإنتاج فيه أمرا مفيدا للاقتصاد التونسي.
حاوره خالد الشّابي
لقراءة المزيد:
- اكتب تعليق
- تعليق