محمد ابراهيم الحصايري: "طُرْفَةُ" وزير التجارة محسن حسن...
من "الطُّرَفِ" التي أفرزتها محاولة الانقلاب في تركيا "طُرْفَةُ" المفتي التّركي الذي زعم أنه رأى الرسول صلّى الله عليه وسلم في المنام يوصي الشعب التركي خيرا برئيسه رجب طيب أردوغان، ولو كان الرجل صادقا لكان قال إنه رأى الرسول يوصي الرئيس رجب طيب أردوغان خيرا بشعبه...
هذه "الطًّرْفَة" المثيرة للسخرية لا الضحك، تتقاطع مع طرفة وزير تجارتنا الذي قال خلال لقاء عقده مؤخرا مع وفد من صندوق النقد الدولي "إنّ تونس تعمل حاليا على اعادة النظر في منظومة الدعم برمّتها"، فطمأن بذلك الوفد على أن الحكومة تجتهد في تنفيذ املاءات الصندوق، وقد كان أحرى به أن يطمئن الشعب التونسي على قوته بعدما بات يعاني من تآكل مقدرته الشرائية وعبث المحتكرين بالمواد المدعّمة التي تُحْسَبُ عليه ولا تَصِلُهُ...
والحقيقة أن وزير التجارة الذي يرجّح كفّة الانضباط الحزبي على كفّة التضامن الحكومي، وصاحب الابتسامة الدائمة الغامضة التي لا تعلم إن كانت ابتسامة السّعيد الساذج، أو ابتسامة الساخر المتذاكي، ما فتئ يقول ولا يفعل ويعد ولا يفي... والحُجَّةُ أنه، لدى حديثه عن الإصلاحات الاقتصادية والتجارية التي شرعت تونس في تنفيذها، تطرّق، خلال نفس اللقاء، إلى أهمية دفع الصادرات بواسطة برنامج العمل الذي قال إن وزارته بدأت تطبيقه منذ شهر أفريل 2016... أي منذ انعقاد "اليوم الوطني للتصدير" الذي احتضنته دار المصدّر والذي لم تكن لمركز النهوض بالصادرات مشاركة فعلية فيه لأن الوزير "لا يحبه ولا يعترف به"...
فحين عدت إلى مُخْرَجَات هذا اليوم، وجدت جعجعة ولم أجد طحينا، فما نصّت عليه من اجراءات عاجلة ليس إلا اجراءات مجترّة مكرورة، أما الاجراءات الهيكلية فهي عبارة عن توصيات عائمة غائمة من طراز "وضع خطّة متكاملة لتنمية الصادرات، وانجاز دراسة استراتيجية لنشاط إعادة التصدير، وتطوير دور الدبلوماسية الاقتصادية"...
والغريب أن الوزير مصرّ على أن وزارته أعدت الخطة الوطنية لدفع التصدير وتطوير مساهمته في الاقتصاد الوطني وأن هذه الخطة "السحرية" قادرة على مضاعفة مداخيل الصّادرات مرة ونصفا ورفعها سنويا من 40 إلى 100 مليار دينار دفعة واحدة...
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق