أخبار - 2018.09.08

أي دور للأولياء في حماية الأطفال من فضاءات التنشئة العشوائية ؟

أي دور للأولياء في حماية الأطفال من فضاءات التنشئة العشوائية ؟

ما يلاحظ عموما في ردّة فعل الولي حول الفضاءات العشوائية أنّها سلبية لذلك من الضروري توعية الأولياء بأنّ تلك المؤسّسات تضرّ بأطفالهم وتهدّد توازنهم النفسي. ورغم تولّي بعض الأولياء التبليغ عن المؤسّسات العشوائية أو التي ترتكب فيهـــا تجــاوزات فـــإن دورهـــم في مقـــاومة الإخــلالات لا يزال سلبيا.

فالـــولي هـــو الذي يختـــار الفضاء دون العودة إلى القوائم الرسمية لمؤسّسات الطفـــولة المرخّص لها التي تصدرها الوزارة وقد يلاحظ فيه تجاوزات في التأطير أو التنشيط أو تردّي الخدمات لكن يجد نفسه مجبرا على الصمت إمّا بسبب انخفاض معلوم التسجيل في الفضاء أو لقربه من محلّ السّكنى أو من عمله أو عمل الزوجة وأحيانا بسبب «الدمغجة» التي يتعرّض لها هو أيضا من قبل المشرفين على الفضاء لإقناعه بجودة التكوين. لذلك تعمل وزارة المرأة حسب السيد  سمير بن مريم على توعية الأولياء بأهمية التربية ما قبل الدراسة في تكوين أبنائهم.

وقـــد أكّدت دراسة لمنظمة اليونسيف أنّ أغلـب المنقطعين عـــن الدراســة في التعليم المدرسي هم غـالبا من الذين لم يسجلوا يوما في رياض أطفال أو في المؤسّســات القانونية التي تعنى بتنشئتهم.

وخلاصة القول، إن انحراف الفضاءات - التي من المفروض أنّها حــامية للطفل - عن مهامّها الأساسية التي يحدّدها لها القانون وعن البرامج الرسمية ليمثّل خطرا لا يزال يهدّد أطفالنا  إن كانت تلك التجاوزات ذات بعد تجاري أو بعد إيديولوجي أو غيره.. لذا فإنّ اليقظة تبقى قائمة حتّى القضاء التّام على كلّ الفضاءات العشوائية. وتبقى النصوص القانونية الجديدة والإجراءات المتّخذة والتي ستتّخذ في هذا المجال خطوة هامة نحو النجاح في هذه المهمة لكن النجاح لا يكون كاملا إن لم يتمّ توعية الولّي بشـــتّى الطرق لأنّه في النهاية هو صاحب قرار تسجيــل طفله في هــذا الفضاء القانوني أو ذاك الفضــاء العشوائي.

خــــالد الشّابي

قراءة المزيد:

تونس: كيف نحمي أطفالنا من فضاءات الــتـنـشــئــة الــعــشــوائـيـة؟

أسباب تفشي ظاهرة الفضاءات العشوائية المعدة لتنشئة الأطفال

المؤسّسات الخاصة المعدة لتنشئة الأطفال: معاليم مشطّة

كيف السّبيل إلى الحدّ من الفضاءات العشوائية المعدّة لتنشئة الأطفال؟

أي دور للأولياء في حماية الأطفال من فضاءات التنشئة العشوائية ؟

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
1 تعليق
التعليقات
علي شكري - 12-09-2018 09:39

أي منشآت تربوية نريد لأطفالنا قبل دخولهم للمدرسة؟ عندما يتعلق الامر بمستقبل اطفالنا فنحن امام اكبر وأهم واقدس مهمة بين ايدينا لأن نوعية الاجراءات التي نتخذها وجودة البذور التي نزرعها تحدد طبيعة مستقبلهم ومستقبل هذا الوطن. ترك المسألة في يد من هب ودب من الذين يريدون مداخيل مادية سهلة المنال لمجرد ازالة عبء الاطفال عن والديهم لكي يذهب هؤلاء الى عملهم مرتاحي البال, او إعطاء تراخيص لمن لهم غايات ايديولوجية او دينية ترمي الى تحييد فئات من المجتمع عن مساره الحداثي المنفتح على روح العصر خطأ فادح وتنازل عن اهم واقدس المسؤوليات وجريمة لا تغتفر. من مسؤولية أي دولة تنظر الى المستقبل بمنطق عصري منفتح وبناء أن تحمي براعمها - ذكورا وإناثا - من المنشآت العشوائية المبنية على منطق الربح المادي السهل والسريع او زرع مقومات هوية مبنية على التشدد والتطرف فيها هلاك للنشء والحرث والزرع في قادم الايام. أطفالنا ومستقبل وطننا يستحقون اكبر واجمل وانفع من هذا والتراخيص لفتخ مثل هذه المنشآت التربوية يجب ان تبنى على ثبوت كفاءات لا شك فيها ومواثيق اجبارية تحدد بوضوح مبادئ واهداف هذه المنشآت. العديد من هذه المنشآت همها منع الاختلاط وفرض الحجاب وتحفيظ القرآن وترديده بدون تفكيراو تفسير او تنوير. مجتمع يريد ان يكون له مكان في الحاضر والمستقبل يسير في ركب الامم المتحضرة يجب ان يشجع اطفاله – ذكورا واناثا - على ان يكون لهم قدم ثابتة في الحاضر وعين متطلعة للمستقبل وقبول الاخر والجرأة على اعمال العقل والتفكير. اطفالنا يجب ان يتجاوزوا الحفظ عن ظهر قلب وتكرار الموروث بدون مساءلة. الامم التي لها باع في التقدم والعلم والمعرفة بنت شعوبها على القراءة وحب الاطلاع والبحث والمعرفة المبنية على مبدأ الشك طريق الى اليقين وان لا حدود للخيال والخلق والابداع. نجاحنا في هذا المسعى يقاس بنجاحنا في إبعاد شبح الخوف والرهبة من المعلم والاب والمجتمع وعذاب القبر، الخ... نريد أطفالا مرحين ضاحكين يغنون ويرقصون يسائلون ويتساءلون يفكرون ويقترحون يصدعون بالرأي وكلهم تفاؤل وثقة في النفس. نريد أطفالا لا يخافون من ارتكاب الخطا او الفشل لأن اقصر سبيل للنجاح والتفوق هو عدم الخوف من الخطا اثناء البحث والتجربة حتي نتعلم من اخطائنا. وكما يقول الفيلسوف ليس الفشل ان يسقط الانسان وانما ان بيقى حيث سقط. وبما أننا نتكلم عن الاطفال فليس هنالك مجال لنجاح هذه العملية اذا لم تحصل في بيئة من اللعب والمرح والحرية وكل الظروف التي تضمن سلامتهم البدنية والذهنية. بهذا نضمن تنشئة تشجع على حب البيئة التي يكبر فيها اطفالنا لتكون المدخل والضامن لحب الوطن عوض مقته وكرهه والبحث عن سبل الحرقة والاحتراق في اول فرصة سانحة عندما يكبرون. لهذا من الواجب ان تكون هذه المنشآت ملائمة للغرض لضمان مستقبل اطفالنا وتوازنهم ومن ثم ضمان مستقبل المجتمع وتوازنه.

X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.