المسيحيون في تونس
يبلغ عدد المسيحيين حوالي 30000، منهم 25000 من الكاثوليك وهم يمثّلون أقليّة، ولكنّها أقليّة تؤدّي دورا نشيطا في قطاعات مختلفة تعليمية واجتماعية واقتصادية وذلك لأسباب تاريخية وثقافية. وقد حدّد البابا يوحنا بولس الثاني في رسالة وجّهها الى مسيحيي تونس في 14 أفريل 1996 بمناسبة زيارته لها الدّور الذي يؤدّيه هؤلاء المسيحيّون في قوله: إنّهم أقليّة مكوّنة من أشخاص مختلفين متنوّعي الانتماء الإثني والجغرافي قادمين من مختلف أنحاء العالم يتقاسمون مع التونسيين حياتهم في الشّغل والأحياء وهم يكشفون عن هويّتهم المسيحيّة من خلال الحياة المشتركة والحوار والتّبادل وليس من خلال التّبشير.
أمّا عن الإطار القانوني الذي ينظّم العلاقات بين الكنيسة والدولة التونسية فقد حدّدته مذكّرة تفاهم وقّعت يوم 27 جوان 1964 حُوّلت بمقتضاها أملاك الكنيسة إلى الدولة التونسية وهذا الإطار القانوني جاء في سياق تصفية الاستعمار وهو اليوم يوضّح العلاقات بين الدولة التونسية والكنيسة الكاثوليكية وييسّرها.
ويبلغ عدد رجال الدّين الكاثوليك 35 راهبا من أوروبا وأفريقيا و القارّة الأمريكية غير أنّه يلاحظ توجّه نحو غلبة رجال الدين من الأفارقة عليهم على الرّغم ممّا لوحظ أخيرا من وفود جماعات من رجال الدّين من أمريكا اللاتينية و هو أمر يمكن تفسيره بأزمة الرّهبنة في أوروبا ويبلغ معدّل سنّ هؤلاء الرّهبان نحو 53 سنة...ونحن نشهد اليوم وفود أعداد كبيرة من الشباب الأفارقة طلبة ومهاجرين وعملة. كما توجد أعداد من المسيحيين من الزّواج المختلط بين المسلمين والمسيحيين وهم لا يزالون يمثّلون بالنّسبة الى الكنيسة جمهورا من الأتباع الخلّص الأوفياء، وهذه الزّيجات مكوّنة أساسا من نساء أوروبيات (فرنسيات وإيطاليات وإسبانيات وألمانيات وبولونيات) متزوّجات من تونسيين.
ومنذ ثورة 2011 ازداد ارتباط الكنيسة بقطاع التربية والثقافة وهو ما تكشفه بعض الأرقام فهي تشرف على إدارة 10 مؤسّسات (مدرسة مهنية واحدة وروضتي أطفال، و7 مدارس ابتدائية في كامل التراب التونسي في الشمال والوســط وهـو ما يمثّل 6000 تلميذ).
تقرير الحالة الدينية في تونس
(المجلّد الثالث، ص 373،374)
قراءة المزيد:
تقرير الحالة الدينية في تونـس: هيكلته العامّة
مـنـيـر السـعــيـداني: تقرير الحالة الدينية في تونس يبني قاعدة صلبة لنقاش هادئ في الشّأن الديني
التعـدّدية الدّينيـة في تـونس من خـلال البحــث الميـداني
- اكتب تعليق
- تعليق