أخبار - 2016.04.24

قصيدة‭ ‬لمحمد‭ ‬فرج‭ ‬الشاذلي

قصيدة‭ ‬لمحمد‭ ‬فرج‭ ‬الشاذلي

في يوم 13 أفريل 2016 يكون قد مرّ عامان على وفاة الأستاذ محمد فرج الشاذلي، المربّي ووزير التربية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، من سنة 1980 إلى سنة 1986.

ما يعرف عن المرحوم محمد فرج الشاذلي الأديب كتاباته النثرية، لكن الكثير يجهل أنّه قرض الشعر في فترة من حياته.

والقصيدة التي نعرضها على القارئ الكريم تنشر لأوّل مرّة، وقد أمّدنا بها، مشكورا، نجل الفقيد السيد لطفي الشـــاذلي الذي يقول«حدثني والدي، رحمه الله وطيب ثراه، أنّه قال نزرا من الشعر في العشرينات من عمره، في آخر أربعينات القرن الماضي، ولم ينشره، لأنّّ غايته لم تكن قرض الشعر و إنّما كانت شحذ وطنية تلاميذه، ليقاوموا الاستعمار، فيقوم بتحليل النصوص الوطنية التي ينظمها، ويكون ذلك مدخلا لتوعيتهم بما كانت ترزأ فيه تونس من استعمار مقيت، وذلك لتربية الوطنية فيهم، وزرع روح المقاومة والثبات على الوفاء لهذا الوطن...

وقد وجدت منذ أيام في أوراقه قصيدة حدثني عنها عنوانها «الشهيد»، رأيت أن أنشرها وفاء لذكراه وتذكيرا في هذا الظرف الصعب الذي تمر به بلادن

بالتضحيات الجسام التي قدمها أبطال هذا الوطن من أجل استقلاله...».

الشهيـد

 «إلى روح من رفض أن تعصب عيناه وهو يعدم فزأر في وجه العدو زأرة الأسد، أهدي هذه القطعة»

غلّوا يديهْ

وأتَوْا ليعصبوا ناظريهْ

كي لا يرى من يرسل الموت إليهْ

فإذا صوت حديدْ

قد صاح: إني لا أريدْ

قالوا : فما هذا الجنون؟

قالوا: ألا تخشى المنون؟

فإذا بجبار عنيدْ

لا يفهم لغة العبيدْ

قد صاح فيهم من جديدْ

لا أشتهي الموت البليدْ

قالوا إذن ما تشتهي؟

قال: الممات

وأنا السخي بذي الحياة

فلترفعوا عني الغما

فأنا الأبي

ولتقتلوا، لا أرهب

فدمي سيشعل ثورة

ودمي سيبعث نقمة

ودمي سيسقي أرضنا

لكن قومي هاهنا

فسيثأرون

أملي الوحيد

وطني المجيد

فأنا الشهيد

وأنا الذي قد صاح من حبل الوريد 

عاش الوطن.

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.