الأستاذ عبد اللطيف خماخم: الأكاديمي الدولي الرائد الذي نفتقده
بحزن كبير، فقدت الجامعة التونسية أحد روّادها الأوائل، الأستاذ الدكتور عبد اللطيف خماخم الذي وافته المنيّة عشية الأحد بصفاقس بعد مسيرة علمية زاخرة فاقت نصف قرن، قضّاها في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمغرب وتونس والمملكة العربية السعودية بالخصوص.
وقد كان الفقيد المدير المؤسس للمعهد الأعلى للتصرّف بتونس والعميد المؤسس لكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس ولعديد المعاهد العليا للأعمال ومراكز البحوث والدراسات بالمملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان، ومستشارا لدى مجموعات أعمال دولية ومنظمات عالمية.
زاول الأستاذ عبد اللطيف خماخم دراسته الابتدائية والثانوية بصفاقس وتمّ اختياره ضمن أولى البعثات الطلابيّة لمواصلة تعليمه الجامعي بالولايات الأمريكية المتحدة، وكان أوّل طالب تونسي يحرز على التوالي بالولايات المتحدة على الإجازة (1962) والأستاذية (1964) والدكتوراه (1966) وشرع بالتدريس في عدد من الجامعات الأمريكية.
ولدى عودته إلى تونس، كُلّف بإنشاء المعهد الوطني للإنتاجية سنة 1967 وتولّى رئاسته إلى غاية سنة 1974، وكذلك بتأسيس المعهد العالي للتصرّف سنة 1968 وأداره لفترة طويلة قبل أن يُعهد إليه بإنشاء كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس سنة 1974وتولّى منصب عميدها إلى سنة 1988.
وفي سنة 1990، استجاب الأستاذ عبد اللطيف خماخم لدعوة جامعة الملك سعود لإنشاء مدرسة عليا للأعمال واستقرّ في الرياض (1990-1996) قبل أن يتولّى احداث برنامج الماجستير في الأعمال بجامعة الملك فهد بالظهران (1996-1999) واضطلع إثر ذلك بخطة مستشار لدى كبار مجموعات الأعمال بالمملكة العربية السعودية وتولّى احداث أكاديمية القيادة في الأعمال بجدّة وغيرها.
ونشر الأستاذ عبد اللطيف خماخم العديد من الكتب المتخصّصة في الاقتصاد والتصرف باللغات الانقليزية والفرنسية والعربية وأضحت مراجع ثمينة للطلاب والباحثين القياديين في المؤسسات خاصّة وأنه أوّل من نشر مؤلفات في هذا المجال باللغة العربية. ويُحسب له إرساء المعهد الأعلى للتصرف بتونس وكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس على أسس علمية ومعرفية وطيدة تشهد لها كبار الجامعات في العالم، ونسج على نفس المنوال في كل المؤسسات التعليمية التي تولّى احداثها وقد تخرجت منها أجيال متعاقبة من الكفاءات الناجحة.
رحم الله الأستاذ عبد للطيف خماخم وتقبله بالعفو والمغفرة في فسيح جنانه
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
- اكتب تعليق
- تعليق