السفير عبد الحميد عمار في ذمة الله

توفي مساء الأحد السفير الأسبق عبد الحميد عمار عن سن تناهز 89 عاما قضّى معظمها في خدمة تونس، قياديّا بارزا في الحركة الطلابية، وسفيرا محنّكا في عدد من الدول الإفريقية والعربية وفي الاتحاد السوفياتي.

وقد ولد الفقيد في 7 جانفي 1935 بسوسة وتحصل على الباكالوريا من المعهد الصادقي والأستاذية في القانون العام من جامعة الصربون، وانخرط ضمن صفوق الاتحاد العام لطلبة تونس وتمّ انتخابه كاتبا عاما له في أوت 1962 خلال مؤتمر بنزرت.كلف الرئيس الحبيب بورقيبة عبد الحميد عمار بمهام العلاقات الخارجية في الحزب الدستوري وقد تميّز في هذه الخطة بإقامة علاقات وثيقة مع الحركات التحريرية الافريقية وتوطيدها وربط الصلة مع قياداتها وفي مقدمتهم الزعيم نلسون مانديلا.

ثم عيّنه الرئيس بورقيبة مديرا للشباب والرياضة (1967-1997).وفي سنة 1969، قرّر الرئيس بورقيبة تسميته سفيرا بكينشاسا الزايير، (1969-1971) ثم بداكار، السينيغال، (1971-1974) وكذلك موريطانيا وغامبيا ومالي والغابون، مع الإقامة بداكار.

ومن القارة الإفريقية، انتقل السفير عبد الحميد عمّار إلى موسكو، عاصمة الاتحاد السوفياتي (1975-1980).

وفي سنة 1991، عيّن سفيرا لتونس بدمشق (1991-1993) ثم بالقاهرة (1993-1995) قبل أن يتولى سنة 1995، الأمانة العامة للاشتراكية الإفريقية.كان السفير عبد الحميد عمار ديبلوماسيا متألقا، عاصر كبار القادة الأفارقة والعرب والقيادات السوفياتية، مشبعا بالتفاؤل، متحلّيا بنبيل القيم، لا يأبه بمواجهة الأحداث العاتية ودفع كل الصعاب. وكان لطيف المعشر، وفيّا لعائلته وأصدقائه ووطنه وساهم في تكثيف اشعاع تونس في الخارج.

رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في جنان الخلد.