أخبار - 2024.08.01

محمــود بوعلي... مثلـُــك لا يُنســـــى

محمــود بوعلي... مثلـُــك لا يُنســـــى

بقلم فاخر الرّويســــي - في الثاني من شهر جويلية 2015 ترجّل المربّي، النقابي، الكاتب، الاعلامي والمؤرخ محمود بوعلي الذي ساهم في الكفاح التحريري، وملأ الفضاء الاعلامي والثقافي بإنتاجاته المرجعية الغزيرة.

في مقبرة الزلاج كنت حاضرا بمعية صديقنا المشترك الأستاذ نور الدين ذويب... وطبعا افراد عائلته، وبعض من الجيران لتوديع الفقيد الوداع الأخير...

تألّمت كثيرا وانزعجت لعدم رؤية وجوه كانت تتردد على الفقيد لنيل المعلومات النادرة، وللحصول على وثيقة ... وللظفر بمرجع يستعينون به لقضاء حاجتاهم البحثية المختلفة...

الاذاعة والتلفزة الوطنية التي قضى فيها أكثر من نصف قرن من حياته كانت غائبة عن الموكب... تجاهلت خبر وفاته... ولم تعلن عنه... ولم تُعره اهتماما ... ولم تخصّص له حيّزا قليلا من الزمن الاعلامي للإعلان عن وفاته... بل خيّرت نقل بعض الأنباء... التافهة...

نفس الشيء بالنسبة لجلّ الجرائد والمجلات المعروفة... تلك التي حرّر فيها آلاف المقالات وملأ فيها مساحاتها الشّاغرة بالتحقيقات الهامّة والدّراسات الجادّة.

قلت في نفسي: أهكذا!؟... أبهذا الازدراء والاستخفاف نودّع أصدقائنا البررة، الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والصّالح العام!؟

أبهذا اللؤم والتنكّر تشيّع تونس ابناءها الذين أسهموا بتواضع وشموخ في اعلاء كلمتها وشأنها بين الأمم!؟

كيف؟ ...كيف نقبل بالاستهتار... وعدم المسؤولية؟

رجعت الى صوابي... وحاولت استنقاص وقع الصدمة ...وتذكّرت أن سي محمود ليس الوحيد الذي لقي نفس المصير، أو الأوّل والأخير...الذي عومل بهذه المعاملة الفجّة...

غيره كُثر من بناتنا وابنائنا الأفذاذ.... من بناة هذا الوطن العزيز الذين رحتهم آلة النسيان الماكرة اللئيمة...آلة التنكّر... والتهميش... والاقصاء... بُعثروا ...و "مْشــاوْ في العفـْـــسْ"...

فهل أنّ ذاكرة الشعوب قصيرة؟!!!

طفولة قاسية

ولد بالعاصمة بباب سويقة قرب زاوية الوليّ "سيدي" محرز ابن خلف يوم 5 جوان 1924.

توفّي والده ويُتّـم وهو رضيع الستة أشهر مع إخوته... فاعتنت بهم امّهم وناضلت من اجلهم رغم ظروفها القاسية.

لم يتمتّع بطفولته مثل اترابه، لأنّه لجأ رغما عنه لتعاطي عديد المهن الصّغيرة: "صانع عطّار" و" قهواجي" و"صانع نجّار"... لإعانة والدته على مجابهة ضروريات الحياة. وهي فترة كانت رسّخت فيه قيم العمل والتعويل على الذّات... والى جانب ذلك كان الطفل محمود ينهل من الجرائد والكتب الواردة على تونس التي كان يتحصّل عليها بجهد جهيد، وكان يزاول تعلّمه بمدرسة منوبة في الآن نفسه الى ان حصُل على "بروفي" ختم الدروس بتفوق.

المربــيّ والنّقابــي

زمن العسر وسنوات الاستعمار كانت الإيالة التونسية بقُراها ومُدُنها في حاجة ماسّة الى تعليم ابنائها.  سنة 1943 وهو في التاسعة عشرة من عمره ظفر سي محمود بخطة معلّم بالمدرسة الفرنسية-العربية Franco-Arabe بمدينة قفصة، التي قضى فيها سنوات ممتعة، مرّ فيها بأحلى الذكريات... وحمل عن أهلها الكرام أحلى الانطباعات، وارتبط بعلاقات ودّ وصداقة مع عدد من زعماء نقابة المناجم، وقياديين في الحزب الدستوري الجديد مثل موسى الرّويســي والحسين بوزيـان وأحمد التليلـي وغيرهم...

رجع سي محمود وهو في عزّ الشباب الى العاصمة ليعمل قيّما بالمدرسة العلوية، ولينخرط في العمل النّـقابي في الجامعة الوطنية للتعليم. وهي فرصة اتيحت له ليحتكّ ويتعرّف على الفاضل بن عاشور والزّعيم فرحات حشاد، وعلى عدد من القياديين النقابيين مثل محمود المسعدي والحبيب عاشور واحمد بن صالح. فكان محلّ احترامهم جميعا لنزاهته وفطنته وذكائه ونبوغه وثقافته الواسعة...

انتدب في بداية الخمسينات مُعلّم فرنسية بالمدرسة الابتدائية الصّادقيةL’annexe . وقد تعرّف اثناء ذلك على معلّم العربية السيد محمد المقدّم (والد سي مصطفى المقدم الاستاذ بالمعهد الثانوي بأريانة) الذي أعجب به، وبدماثة اخلاقه وطيبته.  فزوّجه ابنته صفية، التي انجبت منه ستة أبناء... التي وافاها الاجل سنة 2007.

محمود بوعلي مدرّسا بالصّادقية

كان سي محمود مهوسا بالمطالعة، ولم تكن له تسلية أخرى غيرها... وكان شغوفا بتعلّم اللّغات ويُجيدُ الإنجليزية والايطالية الى جانب الفرنسية. وحريصا على متابعة الأحداث التاريخية والغوص في أغوار الماضي.

في بداية خمسينات القرن الماضي، خلال خوضها غمار الكفاح التحريري والذود عن الوطن اكتشفت القيادتان النقابية والدستورية تمكّن سي محمود من عدد من اللّغات الأجنبية، فمنحته ثقتها، وكلّفته بترجمة التقارير والندوات الصحفية والخطابات المتعلقة بالمنظمة النقابية والحزب الدستوري وأضحى مترجما رسميا للزّعماء النقابييّن، الفاضل بن عاشور وفرحات حشاد. والزّعيمين الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف.... وكان سي محمود سعيدا جدا بذلك ...وسعيدا بتأدية واجبه الوطني.

عن هذه الفترة حدّثني سي محمود بإعجاب عن نبوغ صديقه سي الفاضل بن عاشور الذي أصبح يُتقن اللّغة الانجليزية التي تمكّن منها في ظرف وجيز، أيْ بعد سنتين فقط من انكبابه على تعلّمها.

...وحدّثني عن ظروف وملابسات الاجتماع الذي عقده أحمد بن صالح بالنّقابيين سنة 1951 للتحاور في موضوع انخراط الاتحاد العام التونسي للشغل في الكونفدرالية الدولية الحرّة للشغل CISL ...وعن الكلمة التي القاها في الاجتماع التي أغضبت احمد بن صالح. والتي كشف فيها سي محمود للحاضرين، أنّ قرار الانخراط وقع اتخاذه بعدُ، منذ أيّام، حسبما تثبته تصريحات احمد بن صالح نفسه، التي نشرت في الصّحافة البريطانية...

فرحات حشاد، محمود بوعلي، الفاضل بن عاشور في ندوة صحفية

في وزارة الخارجية

بُعيد الاستقلال كلّفه الأستاذ المنجي سليم كاتب الدولة للخارجية بالإشراف على أرشفة وثائق الخارجية وتوضيب مكتبتها. وهي مهمّة رغم صعوبتها ودقّتها استهوت سي محمود المولع بالتاريخ. ما مكّنه من الولوج الى خزائن ورفوف الوثائق التاريخية المبعثرة، وجمعها وحفظها وتبويبها وتصنيفها وتطعيمها، بجلب الوثائق الرّسمية المهملة في مكتبة العطّارين وغيرها من الادارات الرّسمية. وعرف سي محمود كيف يستنطق هذا الكمّ الهائل من الوثائق والمخطوطات والاتفاقيات، الهامّة، ويوظفها ويسخّرها لمصلحة الدّولة ويضعها على ذمّة العديد من المسؤولين والباحثين الرّاغبين في الحصول على دقائق المعطيات الخاصّة بتاريخ العلاقات التاريخية التونسية مع جيرانها والبلدان الاخرى.

بوعلي ...رفيق لبورقيبة

كان الرّئيس بورقيبة مُطّلع على جزئيات سيـْر دواليب الوزارات. وكانت تصله تقارير عن نجاحات سي محمود في المهمّة التي كُلّف بها بوزارة الشؤون الخارجية...وكان معجبا بأدائه.

يوم 3 اكتوبر 1958 دُعي سي محمود للقصر الرّئاسي، واستقبله بورقيبة بحفاوة قائلا له: " سي محمود...آنا يلزمني واحد كيفك في القصر... باش يتْلهالي بمكتبتـي... وبأموري... ما نلقاش كيفك... وراني وصّيتْ سي علاّلة باشْ يحضّرك بيــرُو بحْذايــا...هكّـاكة ...كي نحْتاجْلـكْ إنّـاديلـكْ...".
ومنذ ذلك التاريخ أصبح سي محمود ملاذا ومرجعا للرئيس بورقيبة، ومستشاره في تاريخ السياسات الخارجية...

محمود بوعلي وماتيلد زوجة الرّئيس بورقيبة الأولى

وهي مهمّة حسّاسة جدا بالنسبة لسي محمود، لأن الجميع يعلم مدى تعلّق الرّئيس بورقيبة بالجزئيات التاريخية. ومدى حرصه وحبّه وتعلّقه بالرّواية وبالسّردية التاريخية، التي كان يوليهما اهتماما كبيرا، ويعتبرهما العمود الفقري لكل خطبه، والآلية المثلى لتمرير سياساته وفرْضها، والوسيلة الفاعلة لترضية مزاجه، وإرواء نرجسيته...

وعلاوة على سعة اطلاعه والْمامه بتاريخ البشرية والحضارات المُخْتلفة، كان "المجاهد الأكبر" في حاجة الى المزيد من التعرّف على جزئيات الأحداث التاريخية ليستشهد بها في خُطبه... وخلال حواراته مع ضيوفه الأجانب... وعند زياراته الرّسمية للبلدان الصديقة... كان يعتمد في كثير من الأحيان على سي محمود في صياغة خُطبه الرّسمية التي تتعلّق بعلاقات تونس وروابطها الخارجية...

روى لي سي محمود، أنّ الرّئيس بورقيبة دعاه يوما الى مكتبه. وطلب منه إعانته على تحرير نصّ خطاب سيُلقيه بمناسبة زيارة أحد الرؤساء الأوروبيين لتونس... بدأ سي محمود يُملي على الرّئيس نص الخطاب... وبدأ الرّئيس يخطّ ذلك على الورق... ولمّا لاحظ سي محمود أنّ السّطر أشرف على نهايته، قال للرّئيس: Alinéa… فحدّق فيه الرّئيس بعينيه الثاقبتين... وتعبيرهما الأُسطوري... وقال له غاضبا: On ne donne pas un ordre à un président…

تسمّر سي محمود وتجمّد في مكانه... وطأطأ رأسه ... وغمره إحساس بالخوف...رهيب... لكنّ بورقيبة الذي عُرف بمراوغاته طمأنه بسُرعة، وأقنعه بأنّ كلامه لا يتعدى حدود الفذْلكة والمُزاح...

الرئيس بورقيبة يوسّم محمود بوعلي بحضور عبد المجيد القروي ومنصور السخيري

وفي عديد المناسبات تولّى سي محمود اعداد كتب أنيقة تروى علاقات تونس بالبلدان الصديقة والشقيقة، أهداها الرّئيس بورقيبة لزائريه من الملوك والرؤساء، مثل الكتاب الأنيق الذي أهداه للملكة الأمّ اليزابيت عند زيارتها لتونس 1961. منذ ذلك التاريخ لم يفارق سي محمود الرئيس بورقيبة، وظلّ في خدْمته الى يوم 5 أكتوبر 1987.

وداعـا بورقيبة

يوم 5 أكتوبر 1987 اشتدّ المرض والوهن بالرّئيس الحبيب بورقيبة...  في فترة حرجة، بلغ فيها صراعُ الخلافة أشدّه... كثُرت فيه الدسائس وحبك المؤامرات، قرّر سي محمود مغادرة القصر، رغم تدخّل الدكتور عمر الشاذلي، الطبيب الشخصي للرّئيس ومدير ديوانه، الذي ألحّ عليه بمواصلة الاضطلاع بمهامه. إلاّ أنّ سي محمود علّل ذلك بأنّه لم يعد بإمكانه التّواصل مع الرئيس لتدهور مداركه وتعكّر حالته الصحية...
غادر سي محمود القصر باكيـــا بعد مُرُور ثلاثُون سنة الى جانب زعيمه... صديقه... ورئيسه... ومثله الأعلى...الحبيب بورقيبة...

مضحكات... مبكيات

تعودُ بي الذكريات الى بعض الحقائق المُضحكة المُبكية التي حدّثني عنها سي محمود:

منذ تولّيه مهامّه في القصر، رُصدت لسي محمود منْحةٌ شهريّـة قدرُها مائــة دينار...  ظلّ المبلغ على ما هو عليه الى يوم انتهاء مهامه...وهو أمر مُحيّرٌ...مُدهش! أيْ أنّه ظل يتقاضى هذه المنحة دون زيادة تُذكر ...طيلة ثلاثون سنة...بتمامها وكمالها...

أكثر من ذلك:

الطريف/ المؤسف، أنّه في عهد حكومة محمّد مْزالي، وفي أوْج الحرب الطاحنة على خلافة بورقيبة، في إحدى لقاءات بورقيبة بوزيره الوازن محمد الصياح، كان سي محمود متواجدا وشاهدا على المحادثة التي دارت بينهما... فحرصت الماجدة وسيلة على التعرّف على فحوى تلك المحادثة ومعرفة تفاصيل ما دار من حديث بين زوجها ومحمد الصياح الذي كان من أبرز المؤهلين للخلافة... ولم يكنُّ"جواد" وسيلة الذي ُتراهن عليه...فدعت سي محمود ليروي لها فحوى المحادثة وسرّ هذا اللقاء... لكن سي محمود اعتذر عن الإجابة بلباقته وكياسته المعهودتين...فأمرت "الماجدة" علاّلة العويتـي بحرمانه من نصف مبلغ المنحة المخوّلة له... وهكذا حُرم سي محمود من نصف هذه المنحة "الكبيرة"!!!... مدّة سنة كاملة ...
وبهذا القرار عبّرت وسيلة عن غضبها، وعاقبت الرّجل الأمين بمحنة خصم نصف الجراية، جزاء اخلاصه ووفائه لبورقيبة... وجزاء ائتمانه على سرّية المجالس التي يحضرها...ونتيجة عدم افشائه لأسرار الآخرين ...فهو لم يتعوّد على الوشاية والنميمة...ونقل "ما أهملهُ قسمُ الأخبار"...

مَلَكَـــــةالكتابــــــة

منذ اربعينات القرن الماضي الى ان فارق هذه الدّنيا، كانت لسي محمود مساهمات عديدة في المجالات الثقافية والإعلامية.  فبعد الاستقلال، الى جانب عمله ككاتب خاص لدى الرئيس وكمحافظ لمكتبة القصر الرئاسي، شعّت انشطته لتشمل عديد الوزارات.

تحمّل مسؤوليات ظرفية في وزارة الدفاع كمحافظ مساعد بالمتحف العسكري من 1984 الى سنة 2003. وبوزارات الخارجية والشؤون الثقافية والتربية وغيرها من المؤسسات التي كانت في حاجة إلى زاده المعرفي والتاريخي، باعتبار أن الرّجل "موسوعي" بكل ما تحمله الكلمة من معاني.

حرّر بالجرائد التونسية والعالمية أكثر من 15720 مقال، منها:

10آلاف باللّغة العربية والفرنسية بكل من Le Petit Matin، l’Action، La Presse الهداية، الصباح، Dialogue، l’Hebdo Touristique، مجلة الإذاعة، مجلّة الدّفاع، مجلّة الأمن وغيرها...

2000 مقال باللّغتين الإنجليزية والايطالية منها   Il Corriere di Tunisi وTunisia News

أنتج زهــاء 5615 حصة إذاعيـــة وتلفزيـــة، منها 681 حصة تلفزيــة و100 ألف حصة خاصّة بالأحداث التاريخيـة " ضمن برنامجه الشهير : "حدث في مثل هذا اليوم"...

كما ألّف ثلاثــون كتابـــا منها:

Introduction à l'histoire constitutionnelle de la Tunisie. Edition Ennajah. 1963.
Relations Tunisie-Etats-Unis d'Amérique. 1958.
Relations Tunisie-Royaume-Uni. 1961
Relations Tunisie-Italie. (A l'occasion de la visite de Amintore Fanfani 1e ministre italien en Tunisie 1962).
Histoire du drapeau tunisien.
Histoire des frontières Tunisie-Algérie.
Relations Tunisie-Espagne. A l'occasion de la visite du Roi Juan Carlos en Tunisie.
La sédition permanente en Tunisie. Des origines à 1735. 2 Tomes. Edition MTE. 1972.
Le temps de la non-révolte. 1827-1832. Edition STD. 1976.
Le soldat tunisien, trois mille ans de gloire…

وداعا ...سي محمــــــود

تعرّفت على سي محمود سنة 2009. كانت علاقتي به علاقة الابن لابنه... والتلميذ لمربّيه ومعلّمه... والصديق لصديقه...  كنت أزوره أيّام الأربعاء بانتظام... وكان رحمه الله شديد التواضع...لطيفا...دائم الابتسامة ...طيّب المعشر...

بمنزل سي محمود سنة 2012

كان كلّما استقبلني بمنزله بجهة باردو يقول لي بتواضع: "جبتــليــش حاجة نقراها؟ ... ولا أغادره إلا وانا مُحمّلٌ بمجموعة من الوثائق والمراجع التي احتاجها...
أجريتُ معه عديد الحوارات الصّوتية التي تعلقت بمواضيع تاريخية احتفظ بها الى الآن...
انسحب سيدي محمود بوعلي من هذه الحياة الصاخبة يوم 2 جويلية 2015... بهدوء اسطوري... بعيدا عن الأضواء...
انسحب ببساطته وشموخه... تاركا لي ملفّا خطّ عليه اسمي... يحتوي على... كتاب ...
انسحب سي محمود بابتسامته الأسطورية... ولم تنسحب ذكراه من خاطري...ولم ينسحب طيفه... بل ظلّ يلازمني...
 رحم الله... المناضل الوطني، الصديق العزيز، والمربي الجليل سي محمود بوعلي.

فاخر الرّويســــي
أريانة 30 جويلية 2024

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.