في كتاب جديد، آسيا العتروس تخلّد ذكرى شيرين أبو عاقلة
رصاصة الجندي الإسرائيلي التي اغتالت منذ سنة يوم 11 ماي 2022 الصحفية الفلسطينية اللاّمعة شيرين أبو عاقلة تبقى من أبشع صور الوحشية وأنكى مظاهر الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين واغتصاب حقوق شعبها وبقيت هذه الرصاصة جرحا عميقا في قلب الصحفية التونسية آسيا العتروس المعروفة منذ زمن طويل بالتزامها بالقضية الفلسطينية.
من جرح نازف، حرصت آسيا العتروس على توثيق هذه الجريمة النكراء في كتاب بعنوان " شيرين أبو عاقلة، عروس جنين التي اغتالها الاحتلال" صدر مؤخّرا عن دار خريّف للنشر، يروي الكتاب تفاصيل مهمّة عن شخصية " الشهيدة " شيرين أبو عاقلة، التي ولدت في مدينة القدس المحتلّة، سنة 1971، لأسرة فلسطينية مسيحية أصيلة بيت لحم في الضفّة الغربية ويحمل والداها الجنسية الأمريكية التي حصلت عليها من خلالها وقد درست بالقدس قبل أن تنتقل إلى الأردن لدراسة الهندسة المعمارية تلبية لرغبة والديها ثم توجهت إلى دائرة الصحافة وعند عودتها إلى فلسطين بعد تغربها حصلت على ديبلوم في الإعلام الرقمي من جامعة بيرزيت لتنطلق في العمل.
كانت شيرين أبو عاقلة حينما عملت تصدح بجرم الاحتلال الفلسطيني وتنقله إلى العالم بأسره سواء من خلال إذاعة مونتي كارلو ثم وبالخصوص طوال 25 عاما من العمل مع قناة الجزيرة واقترنت صورتها بصورة فلسطين المكافحة بكل استبسال في وجه الطغاة.
آسيا العتروس وهي الصحفية المتمرسة التي تتميز بخبرة ميدانية تمتد لعقود في جريدة الصباح وقد تولّت رئاسة تحريرها، تعرف حجم معاناة الصحافة الميدانية، وتقدّر جهود المراسلين الحربيين وتتضامن مع زملائها وزميلاتها في الأراضي المحتلة وجاء كتابها صرخة ألم واستنهاض همم، تروي فيه مسيرة شيرين أبو عاقلة ومن خلالها مأساة الشعب الفلسطيني بأسره. كتاب مؤثر صاغته بأسلوب متميّز يشد إليه القارئ بما تضمّنه من شهادات ومرافق يسجّلها التاريخ.
- اكتب تعليق
- تعليق