عبد السّلام القّلال : الحقائق التاريخيّـة عبــر الحوارات التلفزيّــة

هناك بعض المعلّقين (الكرونيكارات) يحق فيهم قول أبو نواس:

" قل لمن يدعي في العلم فلسفة ****** حفظت شيئا وغابت عنك أشياء."

تنظــم عدّة حوارات عن طريق عدّة قنوات تلفزيّة تتنــاول فترات من تاريـــخ تونـــس القديـم والحديث دون حضور مختصّين في هذه المادّة فتسمع العجب العجاب.

من ذلك دور الأمين باي ومواقفه في مرحلة الاستقلال وعلاقاته بالزعيم الحبيب بورقيبة وملك المغرب محمّد الخامس وكذلك الصراع اليوسفي البورقيبي، إن كانوا يريدون حقّا معرفة نوع هذه العلاقات ومضامينها عليهم بالرجوع إلى المصادر التاريخيّة حتّى يحافظوا على مصداقيتهم ومصداقيّة القناة.

وكذلك الدعوة بحماس إلى تعليق الأضاحي في عيد الإضحى، ومناسك الحجّ والعمرة نظرا للجائحة الصحيّة والوضع الحرج الذي يمر به المواطن والاقتصاد الوطني، ويستشهد بالمغرب التي علقت الأضاحي في الستّينات، وغاب عنهم أن تونس التّي عرفت جفافا غير عادي لمدّة ثلاث سنوات بداية من سنة 1965 كان لها تأثير سلبي على مجهود التنمية ممّا أدّى بالرئيس الحبيب بورقيبة إلى دعوة الشعب إلى تعليق الأضاحي والحجّ مدّة سنتين متتاليتين.

وقد استجاب الشعب لهذا النداء وشدَّ الأحزمة، وواجه الصعوبات المناخيّة بمزيد من العمل والتضحية، وأعطى بذلك المثل للشعوب النامية ومنها المغرب بأن لا سبيل للتنمية دون الاعتماد على النفس وعلى الامكانيّات الذاتيّة.

عبد السّلام القّلال