وفاة المنجي اللوز القيادي البارز في الحزب الجمهوري
نعى الحزب الجمهوري أحد قيادييه البارزين المناضل منجي اللوز، الذي وافته المنية مساء أمس في بيته بالعاصمة.
ويُعتبر الراحل العزيز من قيادات اليسار التونسي منذ سبعينات القرن الماضي، إذ تعرض للاعتقال في مسقط رأسه صفاقس، بسبب مشاركته في التحركات التلمذية والطلابية سنة 1972. وكان انضمامه إلى منظمة "آفاق" (تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي التونسي) منعرجا هاما في مسيرته السياسية، إذ سرعان ما تعرض للاعتقال مجددا في خريف 1973، ضمن حملة واسعة على المناضلين اليساريين شملت ما يقارب ألف شخص.
ومثل الراحل مع 201 متهما أمام محكمة أمن الدولة في محاكمة ماراتونية استمرت من 5 إلى 24 أوت 1974، وحُكم عليه بست سنوات وأربعة أشهر سجنا، أمضى معظمها في سجن برج الرومي (الناظور حاليا) ببنزرت.
واستأنف الفقيد نشاطه السياسي بعد مغادرة السجن، وشارك في المناقشات التي كانت ترمي لتوحيد قوى اليسار، قبل أن يُقرر الانضمام إلى "التجمع الاشتراكي التقدمي" الذي تأسس في 13 ديسمبر 1983، ويصبح واحدا من قيادييه.
وساهم الراحل مساهمة بارزة في صحيفة "الموقف" التي كان يشغل فيها خطة مدير تحرير، على مدى ربع قرن، وتميز بتحاليله السياسية العميقة ونقده اللاذع لمظاهر الاستبداد المختلفة في العهد السابق. ولما تعرضت الصحيفة إلى سلسلة من المصادرات والتتبعات القضائية، لحملها على الاحتجاب، خاض مع رئيس تحريرها الأخ رشيد خشانة إضرابا عن الطعام لرفع القيود المفروضة على الصحيفة، إلى أن تم رفعها.
ولما قرر الحزب تغيير اسمه إلى "الحزب الديمقراطي التقدمي" في مؤتمره الرابع سنة 2006 انتخب الفقيد منجي اللوز أمينا عاما مساعدا للأخت المرحومة مية الجريبي. كما ساهم الفقيد مساهمة بارزة في الحوارات التي مهدت لمؤتمر سوسة (2012) الذي استقبل فيه الحزب روافد جديدة، وغير اسمه إلى "الحزب الجمهوري" الحالي.
وكتب عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري في نعيه للمنجي اللوز: "ستُذكر للفقيد أدوار وطنية مهمة بعد الثورة، إذ كان واحدا من ممثلي الحزب في "الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة"، قبل أن يشارك مشاركة متميزة ضمن وفد "الجمهوري" في الحوار الوطني (2013)، وكان أيضا من مهندسي وثيقة قرطاج (2016)، إذ تحلي بكثير من الصبر والحكمة والرزانة خلال مشاركته في صياغة أرضية قرطاج."
- اكتب تعليق
- تعليق