محمد إبراهيم الحصايري: الرّياء الذي تزول منه الجبال
.jpg)
من أَشَدِّ ما شَدَّ انتباهي وأنا أتابع أخبار مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي وما تلاه من تطورات، موقف فرنسا التي تقدّم رئيسها قادةَ الدّول الذين شيعوا جثمان الرئيس القتيل، فإثر إعلان الخبر، أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا شدّدت فيه على "أهمية أن يجري الانتقال بطريقة سلمية، وفي كنف الحوار مع جميع الفاعلين السياسيين والمجتمع المدني، وأن يسمح بالعودة السريعة إلى حوكمة شاملة قائمة على المؤسسات المدنية".
والغريب في هذا الكلام أن فرنسا تطالب فيه نجل الرئيس القتيل الذي نصّب نفسه رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي بما لم تطالب به والده طيلة الثلاثين سنة من حكمه المديد...
إنَّ الرياءَ الفرنسيَّ لَتَزُولُ منه الجبال...
محمد إبراهيم الحصايري
(تَعْلِيقَهْ... في دَقِيقَهْ 29)
- اكتب تعليق
- تعليق
سي محمد شكرا على تحليلك الدقيق والهادف على هذا الموقف الجيوستراتيجي من رئيس فرنسا تجاه تشاد, والتي قيل لنا أنها كانت تمارس الحماية على تونس ولا الاستعمار ويبدو أنها ستواصل على هذا النمط , وما يثير انتباهي في نفس السياق هو الموقف الجيوستراتيجي القوي الذي عبر عنه سفير الولايات المتحدة حول مقاربة الإدارة الأمريكية تحت ولاية بايدن في علاقاتها مع بلادنا وتوجيهاتها للدولة التونسية بما يشير إلى ما يشبه " الوصاية", فهل هي المنافسة أو الصراع مع فرنسا, في كلا الوضعيتين فالأمر موكول إلى حكمة وحوكمة القائمين على الدولة للحفاظ على هامش من السيادة الوطنية وعلى استقلالية القرار التونسي, والعزة لتونس ولشعبها.
