والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري، يرثي المرحوم الشاذلي العياري
أود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى معالي السيد مروان العباسي، محافظ البنك المركزي التونسي، الذي أتاح لي الفرصة لتجديد صادق التعازي في وفاة صديق كريم وأخ عزيز وغال على نفوسنا، المرحوم الشاذلي العياري.
فعلى إثر هذا المصاب الأليم، أتوجه إلى عائلة الفقيد وذويه الأقربين بأخلص مشاعر المواساة وأزكى عبارات التعارف، سائلا العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان، وأن يحيطهم بفيض ألطافه الربانية.
إن خير ما أستحضره في هذه الظروف، ما كان المرحوم يتحلّى به – وبشهادة الجميع – من طيبة وتواضع ونبل أخلاق، مقرونة بآراء سديدة وحنكة عالية، مما جعله يترك بصمة خاصة لدى كل من عرفوه وتعاملوا معه، والذين يحضَى لديهم بعميق الاحترام وكامل التقدير.
فممّا لا يخفى عليكم، فللمرحوم العياري مسار مهني فريد بتنوعه وغني بعطاءاته، تقلد خلاله مناصب مسؤولية رفيعة داخل تونس وخارجها، همت ميادين اقتصادية، واجتماعية، ودبلوماسية، وأكاديمية، وعملية. وفي كل المراحل عرف الفقيد بروح وطنيّته العالية وتفانيه في خدمة بلده.
وعلى المستوى الإقليمي والدولي، فقد سنحت لي الفرصة أكثر من مرة أن أشارك المرحوم لقاءات واجتماعات عالية المستوى، التمست خلالها تصوراته المبنية على مبادئ وقناعات راسخة، والتي يُشهد لها بالتوازن والحكمة والتبصر.
وأظنّ كذلك أن علاقتي الشخصية بالفقيد خلال تقلده لمنصب محافظ البنك المركزي التونسي تؤهلني لأشيد بالمجهودات المخلصة التي قام بها لتحديث البنك وتعزيز متانته قصد القيام بمهامه على أكمل وجه.
كما أنني أستحضر مواقفه الرشيدة وإيمانه القوي بأهمية تعزيز الروابط بين المؤسسات المصرفية والحرص على تبادل التجارب والخبرات بينها.
وإنني ومعالي الأخ مروان العباسي إلى اليوم لحريصين على ترسيخ وتوطيد علاقات التعاون المثالية والمثمرة بين البنكين المركزيين.
وإذ سنبقى نستذكر مناقب شخص من طينة المرحوم الشاذلي العياري، رجل أنجز فأوفى وأدى فأتقن، أبقى على يقين أن صالح أعماله وما خلّفه وراءه من مساهمات سيُبقي ذكراه حية بيننا. كما أن طموحاته ستكون مصدر إلهام لأجيال تونس الحالية والآتية.
تغمد الفقيد بواسع رحمته، واسكنه فسيح جنانه، وانعم عليه بكامل رضوانه، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركانه.
- اكتب تعليق
- تعليق