أخبار - 2020.11.23

مستشفى الرابطة يستعدّ لإنشاء أول قاعة قسطرة قلبية في تونس بفضل مجموعتي سان دوناتو وكمال الغريبي (فيديو)

مستشفى الرابطة يستعدّ لإنشاء أول قاعة قسطرة قلبية في تونس بفضل مجموعتي سان دوناتو وكمال الغريبي

"إنها هبة من القلب لقلوب الأطفال الصغار "هكذا عبرت واحدة من أمهات آلاف الأطفال الذين يعانون من عيوب في عضلة القلب، حين علمت بمشروع إنشاء قاعة القسطرة القلبية التي ستكون الأولى من نوعها في تونس. قاعة تأمل هاته الأم وغيرها من الأمهات بأن تكون سببا في إنهاء معاناة الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية على مستوى القلب. فبفضل هذه الغرفة الجديدة، لن تكون هناك حاجة إلى إرسال ولدها أو غيره من الأطفال إلى الخارج إضافة إلى تحمل فترات الانتظار الطويلة في تونس. ومن المنتظر أن تكون قاعة قسطرة القلب المخصّصة لعلاج أمراض القلب الخلقية في مستشفى الرابطة في تونس العاصمة جاهزة خلال شهر ديسمبر 2020.

أخيرا وبعد سنوات عجاف طال فيها الانتظار، سيتحقّق حلم العاملين في قسم أمراض القلب للأطفال في الرابطة، برئاسة الأستاذة  الدكتورة فاطمة وردة ترجمان، والمتمثل في إنشاء غرفة قسطرة ستمكن القسم من أن يستقل ذاتيا بنسبة 100٪ عن بقية الأقسام، وذلك بفضل الدعم المهم الذي تقدمت به كل من مجموعة المستشفيات الإيطالية سان دوناتو  San Donato ومجموعة  جي كي القابضة للاستثمار لصاحبها السيّد كمال الغريبي.

ومر على وجود  وحدة العناية بالأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في عضلة القلب عشرون عامًا، سعى خلالها كل العاملين فيها جاهدين لتطوير الوحدة وتجهيزها بشكل أفضل. وعند زيارة القسم، يبدو لك أنّ كل شيء موجود، أو يكاد يكون: غرف للأم والطفل وغرف فردية وغرف لعب للمرضى الصغار وغرف الموجات فوق الصوتية. ويبقى العنصر الوحيد المفقود وهو الأهم بلا شك: غرفة القسطرة. هذه الغرفة التي ستتيح للأطباء فرصة علاج التشوهات الخلقية في عضلة القلب على الفور، واستقبال عدد أكبر من الأطفال، الذين ينتظرون حقهم في العلاج والحياة.

ومن الهام جدا أيضا أن نذكّر القارئ، أنه ومع الأسف، فإنّ طفلا واحدا من بين كل 100 طفل يعاني من عيب في القلب وأنّ حوالي 30٪ من هؤلاء المرضى الصغار يحتاجون إلى قسطرة أثناء فترة علاجهم. وهذه التشوهات التي يتم تشخيصها هي من بين أكثر التشوهات شيوعًا. وتعتبر جميع هاته الحالات عاجلة لأنها تتعلق بعضو حيوي: ألا وهو القلب. وبالتالي فإنّ مشروع إنشاء غرفة قسطرة قلبية للاطفال لن يقلّل فقط من عدد العمليات الجراحية للقلب المفتوح فحسب، بل سيجنّب كذلك نقل الأطفال إلى الخارج للعلاج.

مهارات طبية تونسية ذات تقدير عالٍ

حتى الآن، ولعلاج الأطفال الذين يعانون تشوهات في عضلة القلب، يتوجب على الأطباء المتابعين للحالات استخدام غرف قسم أمراض القلب في الرابطة وفي مستشفيات أخرى من كامل تراب الجمهورية مثل مستشفيات سهلول وفرحات حشاد (في سوسة) وفطومة بورقيبة (في المنستير) والهادي شاكر (في صفاقس). كما تمّ التعاون مع دائرة أمراض القلب بالمستشفى العسكري بتونس. وبفضل جهود رئيسة القسم الأستاذة وفاء الفهري والأستاذ الدكتور نديم حجلاوي والدكتور ذاكر لهذيب، تمّ إحراز تقدم كبير في شهر جويلية الماضي، حيث استفاد حوالي 20 طفلًا مصابًا بأمراض القلب من علاج القسطرة التداخلية في يوم واحد. ولم يتردد رؤساء مختلف الوحدات أبدًا في رعاية الأطفال المرضى. ومع ذلك، ومع تزايد عدد المرضى ونقص المعدات، كان لا بد أن تكون غرفة القسطرة الأمل الكبير الذي سيتعلق به مناضلو هذه الوحدة.

ولأكثر من 25 عامًا، تمّ تدريب أطباء تونسيين أكفّاء ولامعين في أفضل مراكز القسطرة في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا. وقد جعلتهم هذه الدورات التكوينية قادرين على اكتساب قدر كبير من الكفاءة والمسؤولية في هذه المسألة، والتي كانت موضع تقدير كبير من قبل نظرائهم في مجموعة سان دوناتو. وخلال هذه الفترة، وبدعم من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، تمّ تنظيم عمليات علاج منتظمة إلى إيطاليا لعلاج التشوهات الخلقية في القلب. أمّا اليوم، وبفضل هذه القاعة التي سيتم إحداثها، لم تعد هناك حاجة لهذه الرحلات، لأن المرضى سيتمكنون من الحصول على العلاج في تونس، وسيكونون محاطين بأهلهم وأحبابهم.

قراءة المقال باللّغة الفرنسية
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.