أخبار - 2020.10.09

وداد بوشمّاوي: في الذكرى الخامسة لحصول تونس على جائزة نوبل للسلام

وداد بوشمّاوي: في الذكرى الخامسة لحصول تونس على جائزة نوبل للسلام

تمر اليوم الجمعة  9 أكتوبر 2020 خمس سنوات على إعلان حصول تونس على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015...

خمس سنوات مضت على هذا الإعلان الذي كانت فيه تونس على موعد مع التاريخ ..ومحط أنظار كل الكون .. إعلان   أثار الفضول لدى الملايين من الناس في أنحاء كثيرة من العالم   ودفعهم لمحاولة  التعرف عن قرب على تونس ومعرفة الأسباب التي   جعلت هيئة مؤسسة نوبل للسلام   تسند بلادنا  هذه الجائزة المجيدة والمرموقة.

بفضل جائزة نوبل للسلام تعرف العالم على تجربة الحوار الوطني، هذه التجربة الفريدة من نوعها  التي رعتها وقادتها أربع منظمات من المجتمع المدني هي الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد العام التونسي للشغل والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والهيئة والوطنية للمحامين التونسيين حين أدركت  أن البلاد قد  تدخل نفقا  يمكن أن  يكون بلا نهاية... 

أنهى الحوار الوطني الأزمة السياسية الخانقة لسنة 2013 التي عقبت اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي رحمهما الله .. وهي أزمة كادت أن تأتي على مرحلة الانتقال الديمقراطي وهي في المهد...

أنهى الحوار الوطني هذه الأزمة، ولكنه لم ينه مشاكل البلاد التي تفاقمت في السنوات الأخيرة وللأسف.. 

كانت التجربة بمثابة الرسالة الإيجابية للداخل وللخارج حول القدرة على إدارة الخلافات ومحاولة تجاوزها اعتمادا على الحوار.

تلقى العالم الرسالة وأعجب بها ورد الجميل بإسناد تونس جائزة نوبل للسلام...

ولكن وللأسف فأننا في الداخل  لم نحسن التعاطي مع  دروس هذه  التجربة، والحال أننا في أشد الحاجة اليوم إلى الروح التي قادتها.

نحن في أشد الحاجة إلى هذه الروح، في هذا الظرف بالذات الذي تبلغ فيه أحيانا درجة الاحتقان السياسي والتجاذبات وحتى العنف بمختلف أشكاله أعلى المستويات، وتتزايد  فيه يوما بعد يوم مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية، زادتها جائحة كورونا تعقيدا ومأسوية، لتنذر بالأسوأ.

لا يزال العالم ينظر بعيون الإعجاب إلى التجربة التونسية ويعتبرها نموذجا متميزا..وهذا ما أشعر به كلما  دعيت في الخارج للحديث عن هذه التجربة.. ولكن العالم يتابع  أيضا  الحاضر ولا يخفي الكثيرون  مخاوفهم   من قدرة  تونس على تجاوز المصاعب التي تمر بها وعلى مواصلة مسيرة الانتقال الديمقراطي.

لست في وارد إعطاء دروس لأي كان ..ولم أفعل ذلك يوما، ولكن تونس اليوم ليست بخير ومن مسؤوليتنا جميعا إنقاذها...

في الأخير واستباقا لأي سوء فهم مهما كانت طبيعته... هذا الكلام  ليس  دعوة لإطلاق حوار وطني جديد...، ولا تبحث صاحبته عن أي موقع  كان.. هو مجرد دعوة للاستيقاظ قبل فوات الأوان.

وداد بوشمّاوي 


 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.