عـــادل زرمــــديــني، رئيس مدير عام شركة النهوض بالرياضة: خطّة متكاملة لتعصير ألعاب الرهان الرياضي
يمكن مضاعفة مداخيل الدولة المتأتّية من الرهان على الألعاب الرياضية عدّة مرّات في غضون السنوات القليلة القادمة وتوفير موارد مالية مهمّة للنهوض بالرياضة من خلال دعم المنشآت والجمعيات إذا ما توفّقنا جميعا في إقرار جملة من التدابير الحاسمة، وهذا ما تسعى شركة النهوض بالرياضة إلى إقناع سلطة الإشراف والسلط العمومية ذات النظر به وإقرار التدابير اللازمة في شأنه. "
ذلك ما أكّده السيد عادل زرمديني رئيس مدير عام شركة النهوض بالرياضة (بروموسبور) في حديث حصري لمجلة ليدرز العربية مبيّنا أنّ مجمل رقم المعاملات المسجّل سنة 2019 لم يتجاوز 30 مليون دينار يتمّ توزيعه كما يلي : 50 % مباشرة للدولة و40 % لفائدة المتراهنين و10 % لتسيير الشركة وهو مبلغ تسعى الشركة إلى مضاعفته قصد العودة إلى رقم المعاملات المسجل خلال السنوات الفارطة والذي بلغ ذروته سنة 2013 بتحقيق رقم معاملات ناهز الـ130 مليون دينار وذلك على امتداد السنوات الخمس القادمة بدخول عقد اللزمة التي سيتمّ إسنادها لشركة عالمية متخصّصــــة وفق مســــار تنافسي سيفصــــح قريبا عن نتائجه و التعاقد مع الشريك صاحـــــب العـرض الأفضل.
وأضاف رئيس مدير عام شركة النهوض بالرياضة أنّ التوجّه الجديد ينبني على مواكبة التحوّلات الهامّة التي تشهدها ألعاب الرهان في العالم من توسيع للمجالات الرياضية وغيرها واعتماد على التكنولوجيات الرقمية والتفاعلية المتقدمة، واستخدام الهاتف الجوال الذكي إلى جانب الحواسيب.
وأكّد أنّ بروموسبور تسعى بكلّ جهد إلى توفير إطار عصري شفّاف وجذّاب يضمن حقوق المتراهنين و يدعم موارد الدولة و يعزز موارد الصندوق الوطني للنهوض بالرياضة بما يساهم في تخفيف الضغط على ميزانية الدولة و تسهيل مهمّة السلط العمومية المشرفة على القطاع الرياضي في إيجاد الموارد الكافية التي بواسطتها يمكن أن تدعم الرياضة كما نص عليه الدستور التونسي في فصله43.
الرهانات العشوائية خطر كبير يستوجب التصدّي له
وحذّر السيد عادل زرمديني من مخاطر تفشّي ظاهرة ألعاب الرهان غير القانونية من خلال انتصاب مؤسّسات تخرق القوانين والتشريعات وتستغّل بعض الغموض والنقاط الرمادية وتعمل على استهواء المتراهنين دون أن تقدّم إليهم أيّ ضمانات باعتبار أنّ منصّات تعاملها الالكترونية موجودة خارج البلاد التونسية وتدفع معاليم خدماتها بالعملة الأجنبية في انتهاك لقوانين الصرف، وتفرض أسعارا مختلفة بفوارق هامّة للعملة الأجنبية تختلف كثيرا عند الشراء لحصد المرابيح الطائلة، كما تثير بالخصوص ريبة كبيرة في إمكانية تبييض الأموال و غيرها من الشبهات، فضلا عن التجاوزات القانونية الصارخة والتلاعب بالإجراءات الخاصة ببعث المؤسسات حيث أن كافة المؤسسات التي تمارس هذا النشاط دون وجه قانوني مسجلة بدفاتر السجل الوطني للمؤسسات كمؤسسات مختصة في الخدمات الإعلامية.
وأشاد الرئيس المدير العام لشركة النهوض بالرياضة في هذا الصدد بالتجاوب الكبير الذي لقيته الشركة سواء من قبل مجلس المنافسة الذي أقر ضمن حكم صادر في موفي 2019 بأنها الجهة القانونية الوحيدة المخوّل لها بتنظيم ألعاب الرهان الرياضي استنادا إلى التشريع الجاري به العمل المنظم لهذا النشاط، وكذلك بمصالح المكلف بنزاعات الدولة التي ما انفكّت ترفع القضايا العدلية ضدّ كلّ من يتعاطى ممارسات عشوائية للرهان الرياضي وغيره في انتهاك للقوانين والتشريعات، كما حرص على متابعة كلّ التّتبعات القضائية. وعلى الصعيد الدولي فإنّ الشركة منخرطة ضمن المنظمة الدولية لألعاب الرهانات World Lottery Association ومقرها بكندا والتي تضم 74 منظمة حكومية وخاصة تعمل بواسطة تراخيص رسمية من الدول المعنية، وتحرص الشركة على ضمان حقوقها وحقوق الدولة التونسية ضمن هذه المنظمة.
تطوير قطاع ألعاب الرهان الرياضي يستفيد منه الجميع
وفي حديثه عن إعادة هيكلة شركة النهوض بالرياضة، بيّن السيد عادل زرمديني أنّ المصالح الحكومية تعكف حاليا على إعداد أمر هامّ جدّا يؤسّس لتحديد اختصاصات جديدة وتنظيم مناسب وإعادة تسمية الشركة مع المحافظة على علامتها التجارية الشهيرة "بروموسبور". وأضاف أنّ الهدف يكمن أيضا في إقرار شراكات مفيدة بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال باعتبار أنّ شركة النهوض بالرياضة لا تسعى إلى احتكار ألعاب الرهان الرياضي وإنّما إلى إرساء حوكمة شفافة تطوّر هذا النشاط وتشجّع المؤسّسات الخاصّة على إثرائه والاستفادة منه طبقا للنصوص القانونية التي تنظم سبل التعاون والشراكة بين القطاعين العام و الخاص، مع التصدي للانتصاب الفوضوي والتلاعب بالنصوص القانونية والإضرار بمصالح المتراهنين و التي تصل إلى حد الإخلال بالنظام العام نظرا لدقة و أهمية هذا النشاط الذي يجب إخضاعه إلى رقابة السلط العمومية.
وبخصوص تطوير مداخيل ألعاب الرهان الرياضي، أوضح رئيس مدير عام الشركة، أنّ شغف التونسيين بهذه الرهانات جعل عدد المتراهنين حاليا حسب تقديرات غير رسمية يناهز 650 ألف متراهن ولكن النظام التقليدي المعتمد في الوقت الراهن جعل شرائح واسعة منهم وخاصّة الشباب يعزفون عن مسابقات الرهان التبادلي المعتمد حاليا ويفضّلون الرهانات التي تنظم بطريقة رقمية عن طريق منصات إلكترونية منتصبة بالخارج وذلك بصفة غير قانونية وعشوائية على الرغم من تعدّد مخاطرها وأكّد أنّ التدابير الهامّة التي أقرّها قانون المالية سنة 2019 بإدخال ألعاب جديدة مثل ألعـــــاب الكشط Grattage و اللوطو وتنظيم مسابقات تنافسية في كلّ الرياضات، من جهة، واعتماد المنصات الرقمية المحلية المرخص في انتصابها من قبل السلط العمومية عبر الهواتف الذكية والحواسيب وغيرها بما يسمح بتعاطي الرهان في أيّ وقت ولأيّ لعبة ومن أيّ اعتماد، من شأنه فتح آفاق رحبة لمضاعفة المداخيل. وثمّن رئيس مدير عام شركة النهوض بالرياضة توجّهات الحكومة للتخفيف من الأعباء الجبائية على المرابيح الموزّعة لفائدة المتراهنين، مؤمّلا أن يتواصل هذا التخفيف باعتبار أنّه كلّما انخفض معلوم الآداءات ازدادت المداخيل بصفة عامّة وبالتالي يرتفع مناب الدولة منها و ذلك استنادا إلى عدد هامّ من التجارب المقارنة التي أثبتت أنه بقدر ما يتمّ التخفيض في الأعباء الجبائية بقدر ما يرتفع رقم المعاملات و النسب الراجعة للدولة.
الرّهان المسؤول بمبالغ معقولة
لم يغفل السيد عادل زرمديني عن إثارة موضوع الإدمان على الرهان إذ أكّد حرص الدولة من خلال شركة النهوض بالرياضة على ترسيخ مفهوم الرهان المسؤول، من خلال إنفاق مبالغ معقولة لا تؤثّر على القدرة الشرائية ولا على ميزانية العائلة، حتّى تكون ألعاب الرهان أنشطة ترفيهية وفرصة للربح، وبالأساس مساهمة في دعم موارد الدولة التي يمكن توظيفها في دعم الرياضة في مجال المنشآت الرياضية و دعم مصادر تمويل الجمعيات الرياضية.
ولاحظ في هذا المجال أنّ أقلّ من 3 % فقط من التونسيين يتعاطون أنشطة رياضية مهيكلة وذلك بسبب قلّة المنشآت والصعوبات المالية التي تواجهها الجمعيات وخاصّة منها تلك التي تمارس ألعابا رياضية لا تدرّ عليها موارد ذاتية من مداخيل الإشهار أو البث التلفزي وغيرها.
أكثر من ألفي موطن شغل جديد
يبلغ حاليا عدد نقاط البيع المعتمدة ضمن شبكة ترويج ألعاب الرهان الرياضي بروموسبور 600 نقطة بيع وهي تستعمل آلات كلاسيكية ويمكن الآن تطويرها وتحويلها إلى مورد رزق قارّ وخلق حوالي 2000 موطن شغل بعد إبرام عقد اللزمة وفق ما أكّده السيد عادل زرمديني، رئيس مدير عام شركة النهوض بالرياضة.
وأضاف: " نحن نسعى إلى صياغة نموذج لمشاريع صغرى نعرّف بها لدى الشباب العاطل عن الشغل الراغب في العمل لحسابه الخاصّ وذلك بالتعاون مع مصالح وزارة التكوين المهني والتشغيل وقد حرصنا على توفير تسهيلات في الدفع لاقتناء الآلات الطّرفيّة المعتمدة بسعر لا يتجاوز 3500 د وذلك بالتقسيط، ولا يشترط سوى توفير محلّ لائق مجهّز بخط هاتفي أرضي مترابط مع شبكة الانترنات القارّة ADSL التي توفّر الضمانات التكنولوجية المعتمدة كما نحرص على تسيير كلّ الإجراءات الإدارية وحذف عديد الوثائق المطلوبة واختصار آجال النظر في المطالب والإسراع بتركيز الآلات الطّرفيّة."
- اكتب تعليق
- تعليق