أخبار - 2020.07.15

في ليدرز العربية لشهر جويلية 2020 : قضايا حارقة في صيف ساخن

يتجدّد موعد القراء مع مجلّة ليدرز العربية في عددها الخامس والخمسين (15 جويلية /15 أوت 2020) الذي جاء كالعادة في حُلّة فنية قشيبة، زاخرا بالمقالات والتحاليل المعمّقة في السياسة وشؤون المجتمع والثقافة والفنون والتاريخ من تأليف ثلّة من أبرز الأقلام التونسية.

أضواء كاشفة على أبرز الأحداث الوطنية

يتضمّن العدد مقالا لرشيد خشانة بعنوان "تونس رهينة ثنائي الاستئصال والاستئثار" يشير فيه إلى حالة التوتّر التي تطبع المشهد السياسي في تونس والتي تسبّبت في شرخ عميق بين السيرورة السياسية والسيرورة الاقتصادية والاجتماعية، ملاحظا أنّ "النُخب" تتقاتل في حرب داحس والغبراء، منذ الانتخابات الأخيرة، بينما سفينة الاقتصاد تتعثّر، لا بل تترنّح، مُلقية كلّ يوم بكُتل جديدة من المجتمع إلى قارعة الفقر والخصاصة"، ممّا جعل غالبية الجماعات السياسية، اليمينية منها واليسارية، تفقد ثقة المجتمع.

وأضاف أنّ "ما يُعزّز الشعور بالغبن هذا، ما يلاحظه المواطن من علامات ثراء بادية على المشتغلين بالسياسة، على نحو يصعب إخفاؤه أو إنكاره. كما يُلاحظ أن ّتعاطي الشأن العام، في أحزاب أشبه ما تكون بأطفال الأنابيب، بات مصعدا اجتماعيا لا يُخطئ الصاعدون على متنه المرمى. وهذا الشعور بالحيف وغياب العدل هو أحد أسباب التوتّر الاجتماعي، الذي لا ينقطع في المناطق المحرومة. وقد عجزت الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حلول جذرية له. وهذه علامةٌ على القطيعة مع نبض الشارع في تطاوين وفي غيرها من الولايات، التي لم تترك المناكفاتُ السياسية فسحة للاهتمام بها وإيجاد حلول لمشاكلها".

ويتوقّف عبد العزيز قاسم عند حدث هامّ شهدته الساحة الوطنية يتمثّل في إقامة أربعينية فقيد تونس والأمّة العربية الأستاذ الشاذلي القليبي يوم الخميس 9 جويلية الجاري بإشراف رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ والذي تمّ خلاله الإعلان عن إطلاق اسم مؤسّس العمل الثقافي ومهندسه في تونس على مدينة الثقافة في تونس.

وإذ يشكر عبد العزيز قاسم وزارة الشؤون الثقافية على هذا التكريم وكل من ساهم في إنجاح الأربعينية يذكّر "بالأسس الفكرية التي قامت عليها السياسة الثقافية التونسية كما جاءت على لسان مخطّطها الشاذلي القليبي في مقالاته ومحاضراته وكتبه وخاصة في كتابه الأخير المنشور، بضعة أشهر قبل وفاته،: "تونس وعوامل القلق العربي" (دار الجنوب للنشر) الذي هو بمثابة وصيته الثقافية والسياسية، وطنيا وعربيا. وفيه يركز على أنّ "الرئيس بورڨيبة أنشأ وزارة، من رسالتها المساهَمة في نشر الوعي المجتمعي، والمساعَدة على تثبيت عقليّة التطوّر، في مختلف فئات المجتمع، سمّاها وزارة الشؤون الثقافيّة، حمّلها رسالة حضاريّة لم يسبق لها مثيل، في البلاد الساعية إلى النموّ والتطوّر". وفي تقييمه للعمل الثقافي، بعد قيام الثورة يرى أنه " لا يزال، إجمالا، دون الممكن، ودون ما يحتاج إليه المجتمع – رغم ما تحقّق من إبداعات مرموقة، جديرة بالتنويه. أمّا الفِكر، فالمنتظر منه تقييم الواقع الوطني، وسَبر مدى ارتباطه بالقِيم الحضاريّة؛ ثمّ تهيئة المنافذ فيه لِطموحات المستقبل. وإنّما بعملية السبر هذه والتقييم، يتأكّد تطوّر الشعب، أكثر فأكثر، إلى مجتمع واع وفاعل"."

ونشرت المجلّة في هذا العدد كذلك حديثا لوزير الدفاع عماد الحزقي يتناول جديد المؤسسة العسكرية، إلى جانب تحقيق حصري أنجزته حنان زبيس عن الاجئين وطالبي اللجوء في تونس كشفت فيه عن بيانات حصرية تخصّ هويّتهم وعددهم والبلدان الوافدين منها وظروف عيشهم في تونس .
ولمن لا يعرف "الرتيبة" تأخذه المجلّة في نزهة رائقة بالكلمة والصورة إلى هذا الشاطئ الساحرالواقع على الساحل الغربي للوطن القبلي حيث تقترن الغابة بالبحر في منظر طبيعي خلاب. ويبرز التحقيق الذي أنجزه محمّد الرايس التوكابري، علاوة على جمال هذا المكان،ًالخصائص الطبيعية والاقتصادية للجهة الغربية للوطن القبلي وما تتوفّر فيها من إمكانات ضخمة للنهوض بالفلاحة البيولوجية وبالسياحة البيئية.

اللاّمعقول السياسي المغاربي وتهميش القضية الفلسطينية

من القضايا الحارقة في هذا الصيف الساخن التي يتناولها العدد الجديد من ليدرز العربية خطورة النزاع الليبي الذي دخل مرحلة جديدة مع التدخّل الأجنبي "وصل إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك إيصال المعدّات المتطوّرة وإعداد المرتزقة المشاركين في القتال"، حسب توصيف الأمين العام للأمم المتحدة.
ويؤكّد محمّد إبراهيم الحصايري في مقاله بعنوان "أما من نهاية لهذا اللاّمعقول السياسي المغاربي؟" أنّ الوضع في ليبيا الذي بات، بما شهده خلال الأشهر الأخيرة من تطوّرات دراماتيكية، يشكّل تهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار في محيط ليبيا المغاربي والساحلي الإفريقي والمتوسّطي، خاصّة وأنّه يتزامن مع تفشّي جائحة الكوفيد 19 التي أصبحت تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية تنذر بزعزعة العديد من دول هذا المحيط المضطرب أصلا، وإن بدرجات متفاوتة".

ويلقي إبراهيم الحصايري الضوء على مدى استجابة مختلف المناطق المحيطة بليبيا لمتطلّبات درء المخاطر الماثلة، على صعيدي منطقة الساحل الإفريقي ومنطقة المغرب العربي ليخلص إلى تأكيد ضرورة أنّ تتوحّدالصفوف في المنطقة المغاربية باعتبارها الأقرب إلى ليبيا والأكثر التصاقا بها في مواجهة الأخطار المحدقة بها كدول ومجموعة.

وفِي مقال بعنوان "القضيّة الفلسطينية على مفترق مسالك التاريخ" يستعرض أحمد بن مصطفي مختلف المراحل التي مرّت بها القضية الفلسطينية لعقود طويلة وصولا إلى الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي سمّيت بـ "صفقة القرن" فحلّل مضمون هذه الصفقة وجذورها التاريخية وأهدافها وما أدّت إليه من تهميش للقضية الفلسطينية ومن تطبيع وتحالف بين عدد من الدول العربية وإسرائيل.

وأبدى في الخاتمة ملاحظات واستخلاصات من بينها أنّ الدول العربية منذ "أن تخلّت عن سياسة التضامن والمواجهة الجماعية للموقف الإسرائيلي، ودخولها في مسار التسويات السلمية الوهمية مع تسليمها لمفاتيح النزاع إلىالولايات المتحدة، فقدت زمام المبادرة واضطرت للتفريط دون مقابل في حقوقها وحقوق الشعب الفلسطيني. كما أنٰها اقحمت في تحالفات لخدمة الأجندات الأمريكية الإسرائيلية دون أن تجني في المقابل السلام المنشود بل إنّ العالم العربي تحوّل في ظلّ ما يسمى بمسيرة السلام إلى أكبر بؤرة للفوضى والعنف والحروب الأهلية نتيجة التدخلات الخارجية الهادفة إلى ضرب الاستقرار ومفهوم الدولة المستقلة وذات السيادة في المنطقة العربية. وهذا ما يفسر تعرض عدة دول عربية رئيسية مصنفة كعدوة لإسرائيل، مثل العراق وسوريا وليبيا وغيرها، إلى العدوان والاحتلال العسكري المباشر ممّا حوّلها، بمساهمة وتواطئ عربيين، إلى مصدر للتهديد ولعدم الاستقرار وتفشي الإرهاب في العالم العربي".

وفيما يلي فهرس العدد

الافتتاحيّة

• من يقدرعلى تجميع صفوف التونسيين؟
عبد الحفيظ الهرڤـــام

رأي

• الثقـــــافة تـــكــرّم مـــن كــرّمــها
عبد العزيز قاسم

شؤون وطنيّة

• عمـــاد الحــزڤي، وزير الدفاع الوطني في حديث خاصّ: جديد المؤسّسة العسكرية...

• تــــونس رهـــيــنـــة ثنـائي الاستئصـال والاســتئـثـار
رشيد خشانة

• اللاجئون وطالبو اللجوء العرب في تونس: مــن هم؟ مـن أيــن يأتون؟ كيـــف يعيــشـــون؟
حنان زبيس

• «الرتيبة» مزار عشّاق البحر والغابة

محمّد الرّايس التّوكابري

مجتمع