محمد إبراهيم الحصايري: لاَ كَرَامَةَ بِلاَ صَرَامَة
بقلم: محمد إبراهيم الحصايري - لأنّ "ثورة الحرّية والكرامة" لم تُفْرِزْ لنا، على امتداد ما يناهز عشر سنوات من الآمال الخائبة والأحلام الكاذبة، إلاّ حالة متفاقمة من الفوضى والتسيّب والانفلات فقد كان من المحال أن تؤمّن أسباب الكرامة للمواطن وللوطن على حدّ سواء...
ولأنّ ما سمّي، من باب ولع المغلوب بتقليد الغالب، بـ"الجمهورية الثانية" عجزت،حتى الآن، عن تجسيم العديد من مضامين الدستور الذي أعلن عن ميلادها والذي قيل عنه إنّه خير دستور أُخرج للناس، فلم تستطع حتى تغيير شعارها الذي نصّ الفصل الرابع من الدستور على إضافة قيمة الكرامة إلى قيمه الأصليّة والأصيلة: الحرية والنظام والعدالة...
ولأنّ كلّ حظ البلاد العباد من الكرامة لم يكن،حتى اللحظة،سوى "ائتلاف الكرامة" الذي يبدو أنه جاء لكي يذهب بالبقية الباقية من كرامة تونس والتونسيين...
لكلّ ذلك ولغيره من الأسباب،أعتقد أنّ الوقت حان لكي نعلن بأعلى صوت ممكن أن لا كرامة بلا صرامة...
فالصّرامة التي تعني فرض الالتزام بالقانون وتطبيقه، كما تعني إحكام تدبير شؤون الدّولة وتسييرها هي الكفيلة وحدها بوضع حد للضبابية التي باتت تكتنف كل جوانب حياتنا، وبتمهيد السبيل إلى استعادة شيء من كرامتنا الضائعة بل المضيَّعَة عن عمدٍ وسابق إصرار...
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق