زهيّر المظفّر: إلى روح الأستاذ أحمد الزغل مربي الأجيال

فقدت صفاقس علما بارزا من أعلامها الأستاذ أحمد الزغل رئيس بلدية صفاقس سابقا وعضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي الدستوري و رئيس جمعية حماية البيئة.

و قد ارتبط اسم المرحوم أحمد الزغل بإدارته -الحي- " المعهد الثانوي 15 نوفمبر 1955 بطريق العين كان المرحوم احمد الزغل أكثر من مدير، كان مربيا للأجيال التي تعاقبت على هذا المعهد، يتابع بدقة سير الدروس ىبمختلف الأقسام و يشرف على النشاط الثقافي والرياضي للمعهد.

التحقت بالدراسة بالحي في بداية الستينات وقضيت فيه أجمل فترات دراستي على أيدي أساتذة أجلاء أثروا في تكوين شخصيتنا مثل أستاذ مادة العربية محسن الحبيّب وأستاذ مادة التاريخ والجغرافيا محمد صالح الهرماسي والحبيب التريكي أستاذ مادة التاريخ  و الأستاذ رشيد الحبيب أستاذ التربية وأستاذ الفلسفة محمد الطاهر المقدميني وغيرهم كثيرون.

ومن زاول الدراسة في تلك الفترة يذكر ناضر المعهد الأستاذ أحمد الأسود المناضل الوطني الكبير الذي عرف السجون -سجن لومباز- الذي عين فيما بعد كاتبا عاما للجنة التنسيق، وكوكبة من القيمين فرضوا الانضباط في المعهد مثل الاستاذ الزين وشطورو والصادق و غيرهم.

زرع الأستاذ أحمد الزغل في تلاميذ المعهد فكرة النجاح والتفوق لذلك كان تلاميذ الحي في تنافس دائم مع تلاميذ المعهد الثانوي للذكور طريق قابس.

ترأست سنوات عديدة جمعية قدماء معهد 15 نوفمبر 55 وبهذه الصفة كنت أشرف كل سنة على حفل توزيع الجوائز على المتفوقين في البكالوربا . وكان ينتابني شعور كبير بالارتياح للنتائج الباهرة لتلاميذ المعهد التي تشارف على 100٪ فكل التلاميذ تقريبا ينجحون بامتياز . ولكن و في كل مرة لا أنسى مقارنة تلك النتائج بنتائج المعهد الثانوي للذكور طريق قابس.

كنت كلما زرت الحي تعود بي الذاكرة إلى الأستاذ أحمد الزغل رحمه الله وإلى الأساتذة الأجلاء الذين نجحوا في أداء رسالتهم على أحسن وجه.

وكنت في افتتاح حفل التكريم للناجحين أذكرهم بخصال أول مدير للمعهد الذي جعل منه منارة من منارات التعليم بصفاقس، يشعّ على الوسط و الجنوب.

زهيّر المظفّر