أخبار - 2020.03.28

وفاة الأستاذ أحمد الزغل رئيس بلدية صفاقس السابق

وفاة الأستاذ أحمد الزغل رئيس بلدية صفاقس السابق

غيّب الموت فجر اليوم السبت 28 مارس 2020 المناضل الوطني والمربّي و رائد العمل الجمعياتي في مجال حماية البيئة الأستاذ احمد الزغل ورئيس بلدية صفاقس السابق عن سن تناهز 96 عاما قضاها في خدمة البلاد والمجتمع.

وقد ساهم الفقيد المولود في صفاقس في  29 جانفي 1924 في تكوين أجيال متعاقبة من سامي إطارات الدولة بوصفه مديرا لمعهد 15 نوفمبر 1955، جاعلا من هذا المعهد، وهو في الأصل زيتوني المنزع ، مؤسّسة عصريّة أمّها تلاميذ من وسط وجنوب البلاد وتولَّى التدريس فيها خيرة الأساتذة.  
زاول الفقيد دراسته بالزيتونة وتخرج منها حاملا للإجازة في الحقوق. ولدى عودته إلى مسقط رأسه انضم إلى النواة الأولى التي سهرت على تعصير التعليم وتولى لمدة ثلاثة عقود إدارة معهد 15 نوفمبر الذي احتضن مؤتمر الحزب الحر الدستوري  التونسي للحسم في الخلاف بين الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف.

رئيسا لبلدية صفاقس

ناضل الأستاذ أحمد الزغل في صفوف الحزب الحرّ الدستوري التونسي فترأس أكبر شعبة وهي شعبة وسط المدينة وكان نشطا على الصعيدين الجهوي والوطني. عُرضت عليه مسؤوليات سامية على الصعيد الوطني لكنه آثر البقاء في صفاقس حيث شغل خطتي نائب رئيس البلدية ومندوب جهوي للتعليم قبل أن يصبح رئيسا للبلدية. وفِي عهده شهدت المدينة دعم المصالح البلدية وانطلاق مشاريع بنية أساسية وبرامج اجتماعية وأشغال تهيئة ترابية ، فضلا عن العناية بالثقافة وأهلها.

مكافحة التلوّث

عرف الفقيد بالخصوص بكفاحه ظاهرة التلوّث. وقد استغلّ ما يحظي به من احترام لدى السلطات ليحصل على ترخيص لإنشاء أوّل جمعية لحماية المحيط بصفاقس، هذه المدينة التي أصابتها منذ الستينات آفة التلوّث بسبب مصانع السياب ون ب ك . واستطاع الفقيد أن  يجمع حوله شبانا انخرطوا في العمل الجمعياتي في المجال البيئي إلى جانب مهندسين وأساتذة وأطبّاء ومحامين ... مما مكّن من وضع أسس عمل مهيكل يستند إلى تمشّ علمي دعّمه المواطنون.
وكان أن لاقى هذا العمل الرائد صدى في العاصمة وجهات أخرى من البلاد فبدأت جمعيات بيئية في الظهور. وكان الكلّ يدعو الراحل إلى حشد الجهود والطاقات في إطار جامعة وطنية لجمعيات المحافظة على البيئة.وقد سعى الأستاذ أحمد الزغل إلى تحقيق هذه الغاية  طالبا مساعدة تلاميذه القدامى الذين أصبحوا يتبوّؤن مناصب عليا في الدولة فأجيب بأنّه بالإمكان إنشاء جمعيات بيئية وبأنّه لا مجال لإحداث جامعة تضمّ هذه الجمعيات. ولا شكّ أنّ النظام كان يخشى بروز سلطة مضادة تربك المنظومة القائمة آنذاك. ولن يتسنى إنشاء هذه الجامعة إلا بعد 2011.

رحمه الله رحمة واسعة ورزق زوجته السيدة رياض وابنه تامي وابنته آمنة وأهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
1 تعليق
التعليقات
محمد - 28-03-2020 17:14

انا لله وان اليه راجعون سي احمد المربي الفاضل و السياسي المحنك و احد أعمدة المجتمع المدني في ذمة الله العلي العظيم . بناة الدولة الحديثة يتساقطون كأوراق الخريف يوما بعد يوم ، ا ذلك تلبية دعوة الله و لا مرد لذلك ام هو هروبًا من ما آلت اليه اوضاع بلادي من تسيب و استهتار و خنوع و غوغائية مقيتة ولن تدري من هو حاكم ومن هو محكوم بلاد تسير الى مجهول لا نفقه أين سيرسي بنا هواة استحوذوا عراة امتلكوا تجار دين لا دين لهم و لا هوية يتبعون ، كم أبكيك يا وطني كم اتوجع كم أتألم كم اصرخ ولا من مجيب و لا من منقذ ، سفينة تتقاذفها الامواج العاتية تتمايل تترنح تنتدب حظها لا تعرف من يقودها ، بالله درك يا وطني فمتى ينبلج الصبح و تنبت الأزهار و تتورق الأشجار و تتفتح الورود ، فيقول من لفهم التراب الحمد لله أني بلغت ، وإنا على الدرب المنير نسير ، رحمك الله سي احمد و جعلك بجنة الخلد .

X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.