كــفــاءات نــسـائــيـة فـي حكومة الفخـفـاخ

تعدّ حكومة إلياس الفخفاخ ستّ نساء (4 وزيرات وكاتبتي دولة) من بين 33 عضوا، مقابل 10 نساء (4 وزيرات وستّ كاتبات دولة)، كنّ من ضمن 42 عضوا في تشكيلة الحبيب الجملي التي لم تنل، كما هو معلوم، ثقة مجلس نوّاب الشعب.

تمثيل المرأة في الحكومة الجديـدة اعتبره الكثيرن دون المـؤمّل، إذ لا يكعس البتّة ما بلغته المرأة التونسية من مستوى علمي ومعرفي رفيع وما تضطلع به من دور هامّ في عديد المجالات، على الرغم من أنّ الدستور أقرّ مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين، علاوة على أنّ الخطاب الرسمي ما فتئ يؤكّد الحرص على توسيع مجال مشاركة المرأة في تصريف الشأن العام. كما أنّ هذا التمثيل المتواضع يدعو إلى الاعتقاد أنّ تحقيق التناصف بين الرجل والمرأة في تبوّؤ المناصب القيـادية ما زال هدفا بعيد المنال.

غير أنّ تشكيلة الفخفاخ حملت معها حدثا غير مسبوق في تاريخ تونس يتمثّل في تعيين امرأة على رأس وزارة سيادة، هي وزارة العدل التي آلت مقاليدها إلى القاضية السيدة ثريّا الجريبي الخميري، فضلا عن أنّها ضمّت كفاءات نسائية من أعلى مستوى، جديرات بتحمّل أعباء المسؤولية في الحكومة، لما يتميّزن به من درجة علمية رفيعة وتجربة مهنية طويلة.

مسيرة السيدة ثريّا الجريبي الخميري في القضاء تمتدّ على 33 سنة مكّنتها من إدراك أعلى المراتب في هذا السلك لتشقّ طريقها بثبات نحو شارع باب بنات، في حين أنّ تجربة السيدة أسماء السحيري العبيدي الرائدة، بوصفها أوّل امرأة تشغل خطّة مستشارة القانون والتشريع في رئاسة الحكومة ثمّ خطّة مديرة للمدرسة الوطنية للإدارة، فتحت أمامها أبواب وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ.

أمّا السيدة لبنى الجريبي التي عيّنت وزيرة لدى رئيس الحكومة مكلّفة بالمشاريع الوطنية الكبرى فهي أستاذة جامعية وباحثة بالمدرسة الوطنية للهندسة الإعلامية بجامعة منوبة منذ سنة 2003 وبعدد من الجامعات الفرنسية.

تحصّلت على شهادة مهندسة في منظومة المعلومات من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية بليون بفرنسا ثمّ على الدكتوراه في منظومة المعلومات والذكاء الاصطناعي من نفس المعهد سنة 2001.

وقد ساهمت كعضو في المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، التي استقالت منه رسميا منذ سنة 2015، في صياغة الدستور، إذ كانت نائبة رئيس اللجنة المكلّفة بـ «التوطئة والمبادئ العامّة وتعديل الدستور».

وللسيدة لبنى الجريبي نشاط بارز صلب المجتمع المدني، إذ أسّست منظّمة «سوليدار تونس»، التي تترأّسها منذ 2015، وهي رئيسة بعثة الأمم المتحدة مكلفة بإعداد التخطيط الاستراتيجي لنشاط الأمم المتحدة بتونس للفترة 2025/2020.

الوزيرة الرابعة في حكومة الفخفاخ، متخصّصة هي الأخرى في علوم الإعلامية. فالسيدة شيراز العتيري التي عيّنت على رأس وزارة الشؤون الثقافية تحصّلت على شهادة الدكتوراه في الإعلاميّة من المدرسة الوطنيّة لعلـوم الإعــلاميّة في 2004 وعلى شهادتين في التّأهيل الجامعي من جامعة لوران بفـــرنسا (Université de Lorraine, Nancy) وجامعة منوبة في 2013.

تولّت مهام مديرة للمعهد العالي لفنون الملتيميديا بجامعة منّوبة من سنة 2006 إلى غاية 2011، كما شغلت خلال الفترة المتراوحة بين جوان 2017 ونوفمبر 2019 خطّة مديرة عامّة للمركز الوطني للسينما والصورة.

وفي خطّة كاتبة دولة لدى وزير الشؤون الخارجية اختار السيد إلياس الفخفاخ السيدة سلمى النيفر، وهي خبيرة في المحاسبة ومتحصّلة على شهادة الماجستير في المالية من المدرسة العليا للتجارة بباريس، وقد تقلّدت عدّة مناصب ومسؤوليات في البنك الإفريقي للتنمية لأكثر من 16 سنة، فيما عهد إلى السيدة عاقصة البحري بمهامّ كاتبة دولة مكلّفة بالموارد المائية لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية. وهي مهندسة خرّيجة المدرسة الوطنية للزراعة في تولوز والمعهد الوطني للفنون التطبيقية في تولوز (1974 - 1977). وهي متحصّلة على الدكتوراه في الهندسة مـن المعهـد الوطني للفنــون التطبيقية في تـولوز (1978 - 1982)، وقد تخصّصت في العلوم والتقنيات في الإنتاج النباتي وجودة المنتج وشغلت خطّة منسّقة مرفق المياه الأفريقي في البنك الأفريقي للتنمية، وعملت خبيرة في عدّة بلدان أفريقيّة وأوروبية.

قراءة المزيد:

ثريّا الجريبي الخمـيري وزيرة العـدل: ضمـان استـقـلالـية القضاء أولى أولوياتي