أخبار - 2020.03.14

في العدد 51 من ليدرز العربية: كفاءات نسائية في حكومة الفخفاخ

بغلاف جذّاب وفي إخراج فنّي متميّز صدر العدد الحادي والخمسون من مجلّة ليدرز العربية (15 مارس/15 أفريل 2020) زاخرا بالمواضيع السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تناولتها بالتحليل والتمحيص طائفة من أفضل الأقلام التونسية
وفيها مواكبة لأهمّ القضايا في الساحات الوطنية والإقليمية والدولية.

ما ينتظر من حكومة الفخفاخ

"هل تدقّ ساحة الإصلاحات الكبرى؟" بهذا العنوان جاءت افتتاحية مدير التحرير عبد الحفيظ الهرقام الذي أشار إلى تأخّر تونس في إنجاز إصلاحات هيكلية كبرى في عدد من الملفّات والتي تهمّ بالخصوص الصناديق الاجتماعية ومنظومة الدعم والمؤسّسات العمومية والتي كان يوسف الشاهد نبّه منذ سنتين إلى ضرورة تنفيذها لأنّ البلاد لم تعد تحتمل كلفة عدم الإصلاح التي هي أغلى بكثير من كلفة الإصلاح نفسه.

ولاحظ أنّ حكومة يوسف الشاهد رحلت لتحلّ محلّها في موفّى فيفري الماضي حكومة إلياس الفخفاخ دون أن يحصل تقدّم يذكر بشأن هذه الملفّات الحارقة ، باستثناء تنقيح قانون التقاعد في القطاع العمومي، وذلك لأسباب عديدة ، لعلّ من أهمّها غياب الإرادة المشتركة في معالجتها بأقصى سرعة ممكنة ووفق مقاربة تتّفق عليها جميع الأطراف وانغماس فاعلين في الساحة السياسية في لعبة المناورات والمناكفات، خدمة لمصالح ضيّقة، وانخراط البعض في عملية تعطيل كلّ عملية إصلاح جدّية بتعلّات عدّة، بدل تركيز الاهتمام على قضايا البلاد الجوهريّة.

وأكّٰد عبد الحفيظ الهرقام أنّه يُنتظر من حكومة الفخفاخ انتهاج رؤية مجدّدة بشأن هذه الملفّات ومسائل أخرى لا تقلّ عنها شأنا، ومنها بالخصوص النهوض بالمرفق العمومي في قطاعات حيويّة كالصحّة والتعليم والنقل وتطوير نظام التأمين على المرض ومراجعة منظومة الدعم وتحسين الأوضاع المعيشية لضعاف الحال والمهمشين وإصلاح النظام الجبائي من حيث تحسين طرق الاستخلاص والحدّ من الضغط الضريبي دفعا للاستثمار ومقاومة التهرّب في هذا المجال، فضلا عن إعادة النظر في هيكلة الأسعار بما يعود بالنفع على المؤسّسة الاقتصادية وعلى القدرة الشرائيّة للمواطن.

وأوضح أنّ تونس أهدرت تونس وقتا ثمينا في السجالات العقيمة والخلافات الهامشية، وأنّه ولم يعد هناك بدّ اليوم من استحثاث الخطى على طريق الإصلاح لتجنّب تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتي زادتها تعقيدا التهديدات الإرهابيّة المستمرّة وتداعيات انتشار فيروس كورونا المحتملة على قطاعات هامّة مثل السياحة والتصدير، معتبرا أنّ انتهاج هذا المسلك يتطّلب أوّلا وبالذات تضامنا وتناغما داخل فريق حكومي غير متجانس سياسيا، ثمّ دعما قويّا من مجلس نوّاب الشعب لكلّ توجّه إصلاحي من الحكومة، بالإضافة إلى اجتناب المزايدات الشعبويّة التي من شانها أن تحدّ من قدرة البلاد على مواجهة مختلف التحديّات الماثلة أمامها.

وزيرات واعدات

اختارت المجلّة أن تخصّص ملفّ العدد للكفاءات النسائية الستّ اللاتي انضممن إلى حكومة إلياس الفخفاخ (4 وزيرات وكاتبتي دولة) من بين 33 عضوا، مقابل 10 نساء (4 وزيرات وستّ كاتبات دولة)، كنّ من ضمن 42 عضوا في تشكيلة الحبيب الجملي التي لم تنل ثقة مجلس نوّاب الشعب.

وبيّنت المجلّة أنّ تمثيل المرأة في الحكومة الجديدة اعتبره الكثيرن دون المؤمّل، إذ لا يكعس البتّة ما بلغته المرأة التونسية من مستوى علمي ومعرفي رفيع وما تضطلع به من دور هامّ في عديد المجالات، على الرغم من أنّ الدستور أقرّ مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين، علاوة على أنّ الخطاب الرسمي ما فتئ يؤكّد الحرص على توسيع مجال مشاركة المرأة في تصريف الشأن العام. كما أنّ هذا التمثيل المتواضع يدعو إلى الاعتقاد أنّ تحقيق التناصف بين الرجل والمرأة في تبوّؤ المناصب القيادية ما زال هدفا بعيد المنال.

واشارت ليدرز العربية إلى أنّ تشكيلة الفخفاخ حملت معها، بالرغم من ذلك، حدثا غير مسبوق في تاريخ تونس يتمثّل في تعيين امرأة على رأس وزارة سيادة، هي وزارة العدل التي آلت مقاليدها إلى القاضية ثريّا الجريبي الخميري، فضلا عن أنّها ضمّت كفاءات نسائية من أعلى مستوى، جديرات بتحمّل أعباء المسؤولية في الحكومة، لما يتميّزن به من درجة علمية رفيعة وتجربة مهنية طويلة.
ويسلّط الملفّ أضواء كاشفة على سِيَرِ هذه الكفاءات النسائية ويتضّمن حديثا صحفيا حصريا مع كلّ من وزيرة العدل وأسماء السحيري العبيدي وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ.

الوحدة الوطنية والإرهاب وفيروس كورونا وقضايا أخرى

في مقال بعنوان "هل هناك فرصة لمؤتمر وطني جامع؟" يتعرّض رشيد خشانة في مقاله إلى ما يعترض إليه مسار الانتقال الديمقراطي في تونس من صعوبات، نظرا لطغيان المعارك الاديولوجية والشخصية على المشهد السياسي، مشيرا بالخصوص
إلى الأزمات التي تهزّ عدّة كيانات حزبية داخل البرلمان، وخارجه.

وأكّٰد أنّ تأزُّم الحياة السياسية وتفاقم التحديّات الاقتصادية والاجتماعية واستمرار خطر الإرهاب وتنامي تهديداته مع تطوّر الأوضاع العسكرية في كلّ من ليبيا وسوريا، إلى جانب مستقبل العلاقة مع صندوق النقد الدولي وتفعيل آليات الحرب على الفساد، تشكّل كلّها دوافع مهمّة لتكريس فكرة انعقاد مؤتمر وطني جامع قصد إيجاد توافق حول هذه المسائل.

ويتطرّق عبد العزيز قاسم في مقاله بعنوان "دردشات كورونية" بأسلوبه المتميّز الذي لا يخلو أحيانا من سحرية إلى العملية الإرهابيّة الأخيرة في منطقة البحرية 2 في محيط السفارة الأمريكية، مشيرا إلى التراخي في تطبيق القانون على من
يحاول إيجاد تبريرات للإرهاب. كما يتعرّض إلى حملات التشويه التي تستهدف النائبة عبير موسي في البرلمان وخارجه والتي وصلت إلى حدّ التكفير من نائب من "ائتلاف الكرامة".

ويتحدّث عبد العزيز قاسم من ناحية أخرى عن فيروس الكورونا وأسباب انتشاره ووسائل مواجهته في نظر بعض السلفيين السذج، علاوة على معاملة النظام الصيني للإيغور والفظائع التي ارتكبها هؤلاء ضدّ الشعب السوري.

معركة إدلب : هل تضع حدًّا للعربدة الأردوغانية في المنطقة؟

في مقال بهذا العنوان يتناول محمّد إبراهيم الحصايري الظروف التي حفّت باندلاع معركة إدلب، هذه المحافظة السورية ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة بحكم موقعها على الطريقين السريعتين بين حلب ودمشق من ناحية وبينها وبين اللاذقية من ناحية أخرى، وقد تحوّلت هذه المحافظة خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ سنة 2018 إلى "ملاذ" تجمّعت فيه فلول المتمرّدين على الدولة السورية والجماعات المتطرّفة والتنظيمات الإرهابية...

فمنذ شهر ديسمبر الماضي شنّ الجيش السوري هجوما بريا واسع النطاق على هذه المحافظة وقد تأجّج الصّراع على هذه المدينة وتشعّب بعد أن تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه من السيطرة على مساحات واسعة تقدر بنحو 1800 كيلومتر مربع، في أرياف حلب وإدلب وحماة، فتدخّل الجيش التركي ليدعم "الفصائل" الموالية له، ويعرقل تقدّم القوات السورية على أنّ ثائرة تركيا ثارت، وأصيب رئيسها رجب طيب أردوغان بحالة هيجان حقيقية على إثر مقتل العشرات من الجنود الأتراك في إدلب إثر قصف تعرّضوا له من قبل الطيران السوري.

واستعرض محمد إبراهيم الحصايري بنود الاتفاق الحاصل في موسكو يوم 5 مارس 2020 بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان لتسوية الوضع في إدلب.

وأشار إلى أنّ الاتفاق الذي عرقلت واشنطن يوم الجمعة 06 مارس 2020 إصدار بيان يدعمه في مجلس الأمن الدولي، لم يتمّ التوصّل إليه إلا بمشقّة كبيرة، وهو يطرح الكثير من الأسئلة حول إمكانية تطبيقه وكيفيّتها، لا سيّما وأنّه يحتوي على الكثير من المتناقضات التي ستجعل ترجمته على الميدان أمرا صعبا.

وأكّد أنّ الاتّفاق استطاع أن يهدّئ، مؤقّتا، حالة "الهيجان" التي انتابت الرئيس التركي، غير أنّ هذه الحالة في نظره يمكن أن تعاوده في أي وقت، لأنّ مسلسل الصراع في سوريا وعليها مرشّّح لأن يشهد، على المَدَيَيْن القريب والبعيد، المزيد من التطورات الدرامية، خاصة في ظل استمرار "العربدة الأردوغانية" التي امتدّت، خلال الأشهر القليلة الماضية، من جوار تركيا المباشر إلى الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسّط...

وأضاف أنّ تركيا أصبحت أسيرة سياسة العداء والاستعداء التي ما فتئت تنتهجها منذ سنوات عديدة، مع جيرانها وشركائها فضلا عن خصومها، ولذلك فإنّ الرئيس رجب طيب أردوغان سيجد نفسه مضطرّا إلى الهروب إلى الأمام، لا سيّما وأنّه، كما يرى الملاحظون، بات يعاني من حالة عزلة داخلية وخارجية مؤكدة ومتزايدة.

محمّد العروسي المطوي الزيتوني والدبلوماسي والباحث المبدع

في ركن "أعلام تونسيّون" وبمناسبة إحياء الذكرى المائوية لمولد الأديب محمّد العروسي المطوي (1920-2020) تنشر ليدرز العربية في هذا العدد مقالا للدكتور الحبيب الدريدي يستعرض فيه مختلف مراحل مسيرة هذا المثقف الوطني الملتزم الذي لم يصرفه الانقطاع للتأليف والبحث والتحقيق من المساهمة في كثير من أوجه الحياة الوطنية والمدنية بكلّ نشاط.

يتحدّث الدكتور الحبيب الدريدي عن مسار التحصيل العلمي لهذا العلم التونسي البارز في الزيتونة التي باشر فيها التدريس وعن جملة المصنّفات الموسوعية العسيرة التي أقدم على تحقيقها ومراجعتها وإكمالها، فضلا عن مساره الدبلوماسي في سفارات تونس ببغداد وجدّة والقاهرة ومساره السياسي عضوا بمجلس الأمّة من 1964 إلى 1979 ونشاطه الثقافي الحثيث.

فهرس العدد

الافتتاحيّة

• هل تدقّ ساعة الإصلاحات الكبرى؟

عبد الحفيظ الهرڤـــام

شؤون وطنيّة

• هــل هــنــاك فرصة لمـؤتــمـر وطنـــي جـــامـع؟
رشيد خشانة

رأي

• دردشات «كــــورونيّــة»
عبد العزيز قاسم

شؤون وطنيّة

• كــفـاءات نــــســـائــيـــة فــي حكــومــة الفخـفـاخ

• حديث لثريّا الجريبي الخميري وزيرة العدل

• حديث لأسماء السحيري العبيدي وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ