أخبار - 2019.12.16

في العدد 48 من مجلّة ليدرز العربية: أضواء على مسار تشكيل الحكومة وعلى قطاع المياه المعدنية والاستشفاء بالمياه

يزخر العدد 48 من مجلّة ليدرز العربية (15 ديسمبر 2019/ 15 جانفي 2020) بالمواضيع ذات الصبغة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي تناولتها ثلّة من الأقلام التونسية البارزة. وقد جاء العدد كالعادة في إخراج فنّي أنيق، محلّى بأبهى الصور المرافقة للمقالات.

الحياة السياسية تحت المجهر

استأثرت الحياة السياسية في تونس بجانب مهمّ من هذا العدد، بدءا بمسار تشكيل الحكومة الجديدة.

وفي هذا الخصوص يستعرض د. الحبيب الدريدي في مقال بعنوان "حكومة الحبيب الجملي، الولادة العسيرة" الأسباب التي دفعت الحبيب الجملي إلى طلب مهلة إضافية من رئيس الجمهورية والصعوبات التي لقيها من أجل "الوصول إلى توليفة مُثلى تجمع المبعثر وتصهر المتنافي". كما يحلّل صاحب المقال المنهجية التي اعتمدها الجملي في الاضطلاع بمهمّته ، متعرّضا إلى مسألة هيكلة الحكومة والشروط التي وضعها عدد من الأحزاب للانضمام إلى الحكومة، فضلا عن الإشكاليات التي تجلّت من خلال المشاورات الواسعة التي أجراها مع ممثلي مختلف الأحزاب ممّا يطرح التساؤلات التالية : ما هي طبيعة الحكومة ونوعية الشخصيات التي سترشّح لتولّي الحقائب الوزاريّة : أهي حكومة كفاءات متحزّبة؟ أم كفاءات تقنية غير منتمية إلى إحزاب سياسية ؟ أم هي حكومة محاصصات حزبية تتكوّن من وجوه قيادية في أحزابها؟

ويتوقّع د. الحبيب الدريدي أنّ تتشكَّل الحكومة قبل نهاية المهلة الثانية التي طلبها الحبيب الجملي، ولكن ذلك لن يكون دون تنازلات "مؤلمة" من بعض الأطراف ودون تداعيات مستقبلية لا يمكن التنبّؤ بها.
وبالإضافة إلى هذا المقال التحليلي يقدّم د.الحبيب الدريدي لمحة عن حياة الحبيب الجملي ومسيرته.

ويلقي رشيد خشانة أضواء كاشفة على ملامح المشهد السياسي التونسي الذي هو مقبل، في نظره، على تغييرات كبيرة ستؤثّر في الخارطة الحزبية إذ أنّ الأحزاب الأربعة أو الخمسة الأولى في مجلس النواب ستعقد مؤتمرات لتجديد قياداتها وهياكلها، فيما تعرّضت أحزاب أخرى إلى ضربات قاسمة، مثل حزب "نداء تونس" الذي تحلّل جسمه وتفكّكت هياكله. أمّا الصنف الثالث، في تقدير رشيد خشانة، فيتمثّل في الأحزاب التي لم تعد ممثلة في البرلمان بالرغم من أنّها احتلّت موقعا مهمّا في المجلس التأسيسي وشارك بعضها في الحكم.

وفي ركن "رأي" يبدي الأستاذ عبد العزيز قاسم وبأسلوبه الأنيق جملة من الخواطر تركّزت بالخصوص على قِصر ذاكرة جانب من التونسيين الذين نسوا الباجي قايد السبسي أسابيع فقط بعد رحيله ومبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل لتكريم السيد محمّد الناصر الذي قام بمهام رئيس الجمهورية والمناكفات تحت قبّة البرلمان وعصور انحطاط العالم العربي والإسلامي وتداعيات الحراك الشعبي في عدد من البلدان العربية على تونس وموقف بعض الأنظمة العربية من سمّي بـ"صفقة القرن".

المياه المعدنية المعلّبة والاستشفاء بالمياه: أكثر من 1000 مليون دينار مداخيل سنويا

من خلال حديث مع السيد رزيق الوسلاتي مدير عام الديوان الوطني للمياه المعدنية والاستشفاء بالمياه تعرّف مجلّة ليدرز العربية بواقع هذا القطاع الذي يتبوّأ مكانة هامة في النشاط الاقتصادي والاجتماعي والصحّي في تونس حيث تنتشر الحمّامات المعدنية في جلّ ولايات الجمهورية لذلك يستقطب القطاع مئات آلاف الحرفاء من تونسيين وأجانب، علاوة على أنّه يشهد تطوّرا ملحوظا وانتعاشة جليَّة بفضل تنوّع أنشطته وتزايد حجم استثماراته وثبوت فوائده العلاجية والوقائية.

الموجهة الثانية من "ثورات الربيع العربي" والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء

يحلّل السفير محمّد إبراهيم الحصايري في مقاله خصائص الموجة الثانية من "ثورات الربيع العربي" التي تختلف، حسب رأيه، في البعض منها عن "ثورات" الموجة الأولى التي هبّت رياحها على خمس دول وتراوحت مألاتها بين نشوب حروب أهلية في ثلاث منها، وبين الارتداد في إحداها، وبين العجز عن تحقيق التطلعات في الأخرى...

ويعبّر صاحب المقال في الخاتمة عن اعتقاده أنّ تونس بحاجة أكيدة وعاجلة إلى الانخراط في مسار إصلاحي فعلي وصادق يمكّن من تحقيق انتقال سياسي واقتصادي عميق وشامل يستجيب لتطلعات الشعب التونسي وانتظاراته "وما لم يحدث ذلك، فإننا سنكون على موعد مع مزيد من التوتّرات السياسية والاجتماعية ، ومزيد من الاحتجاجات وربّما مع "حراك ثوري جديد" أخطر من حراك سنة 2011 لأنّ محرّكه الأساسي هذه المرّة، لن يكون التوق إلى الحرية والكرامة، وإنّما غريزة حبّ البقاء بالتخلّص من براثن الجوع والفقر والحرمان".

وتتناول حنان زبيس في مقالها تصاعد مخاطر الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء مع انحسار رقعته في الشرق الأوسط بعد القضاء على تنظيم داعش وزعيمه التاريخي أبي بكر البغدادي، ممّا يجعل الأنظار تتّجه إلى هذه المنطقة في القارة الإفريقية التي تعتبر الأرض الموعودة بالنسبة إلى الإرهابيين لذلك أصبحت تشكّل تحدّيا حقيقيا لأمن جيرانها ولأمن العالم بأسره.