أخبار - 2019.12.06

قـصّــة سقـــوط الأنــــدلس

قـصّــة سقـــوط الأنــــدلس

عرف الأندلسيون في إسبانيا نهاية مؤلمة رغم ما شيّدوه فيها من معالم وبنوه من حضارة لاتزال تتحدث عن إنجازاتهم إلى اليوم. وكان مآلهم التطهير العرقي والتعذيب والقتل ثم الطرد من إسبانيا.   امتدّ الوجود العربي الإسلامي في الأندلس مدة تزيد عن 8 قرون كانت من أزهى عصور الحضارة العربية الإسلامية نافست الخلافتين الأموية والعباسية في المشرق. وبعد نهاية الخلافة في الأندلس تفرّق الأندلسيون وانقسموا إلى دويلات سمّيت بدويلات الطوائف ممّا حوّل قوّتهم السابقة إلى ضعف. وحفاظا على الملك والسلطة عمل عدد من ملوك الطوائف على حماية ملكهم بالاستعانة بـ«الإسبان» ضدّ أبناء جلدتهم حكّام الدويلات الأخرى. ومن هناك بدأت القصة الأليمة لأفول شمس الأندلس.

استغل «الإسبان» تشتّت دويلات الطوائف بالاتجاه نحو التوحَّد لتكوين دولة قويّة قادرة على هزم الأندلسيين وهكذا تزوّج «فرديناند» الثالث ملك أراغون «إيزابيلا» ملكة قشتالة، وبعد أن احتلّوا كلّ دويلات الطوائف وبقيت دولة وحيدة هي مملكة غرناطة في الجنوب وحَدّ الإسبان جهودهم للقضاء على آخر دولة إسلامية في الأندلس وهي دولة بني الأحمر في غرناطة والتي كان يحكمها آنذاك أبو عبد الله محمد والذي امتدّ حكمه عشر سنوات وهو ما تمّ  فعلا سنة 1492. وقد تعرّض المسلمون في الأندلس بعد هذه النكبة إلى التنكيل والتعذيب والقتل والتهجير وأبيحت ممتلكاتهم وأتلفت كتبهم ونهبت قصورهم وأحرقت معالمهم ومدنهم وطمست ثقافتهم ونقلت الكتب النفيسة إلى مكتبة «الأسكو ريال» الشهيرة في العاصمة «مدريد». وفي سنة 1609م أصدر الملك «فليب» الثالث ملك إسبانيا أمراً بترحيل ما يزيد عن نصف مليون مسلم إسباني (موريسكى) من ديارهم إلى خارج إسبانيا.

خالد الشّابي

قراءة المزيد:

في ربوع الأندلس: قصّة حضارة صارعت محاولات الطّمس

قصر المعتمد بن عباد, أهـمّ معلم في إشبيلية

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.