قصر المعتمد بن عباد, أهـمّ معلم في إشبيلية

حكم إشبيلية في القرن 11م بنو عباد في عهد ملوك الطوائف، عاشت المملكة أوج ازدهارها في عهد المعتمد بن عباد، الذي بنى قصرا هو تحفة معمارية  سمّي باسمه ويعتبر أهمّ معلم في إشبيلية.

بني القصر وفق فنّ العمارة الأندلسية جاء على طابقين وتميّزت باحته الخارجية بأقواسها الأندلسية وأعمدتها الدقيقة. وتوزّعت عبارات مزخرفة بالخط العربي في النقوش التي تزيّن القصر في الطابق الأرضي مثل «لا إله إلا الله» أو «العظمة لله» أما جدرانه فمكسّوة بالخزف ويغطّي السقف خشب مزركش وفي الساحة الداخلية فناء تحيط به أقواس مزركشة وأعمدة. وفي وسطها حوض مائي محاط بأشجار النارنج  وشرفاته تطلّ على حديقة بها بركة مائية محاطة بالأشجار. وفي داخل القصر نجد غرفة الملك الرئيسية سقفها في شكل قبّة مرصّعة بالذهب وهناك أسقف خشبية مطلية بالذهب. وفي المدخل لوحة كتب عليها باللغة العربية «العزّ لمولانا السلطان بدر أيّده الله» يقصد به بيدرو ملك قشتالة  الذي سكن القصر بعد سقوط إشبيلية .وقد أدخلت على القصر تغييرات خاصّة بالملك الجديد بعد سقوط إشبيلية وأصبح مقرّا للحكم وإدارة شؤون الدولة للمملكة الإسبانية المتحدة. وحديقة القصر مقسّمة إلى حدائق صغيرة فيها نافورة تصبّ في بحيرة صغيرة. وقد وضع نصب تذكاري تخليدا لذكرى وفاة المعتمد بن عباد في حديقة القصر وفي القصر قاعة المحكمة. أمّا الطابق الأول للقصر فتختلف زينته عن الزخرف الإسلامي في الطابق الأرضي ويبدو أنّها نصرانية.

خالد الشّابي

قراءة المزيد:

في ربوع الأندلس: قصّة حضارة صارعت محاولات الطّمس