تونس في مـؤتمـر »كـوب 25« بمـدريــد

تحتضن مدريد فعاليات الدورة 25 للمؤتمر متعدّد الأطراف للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ «كوب 25»، المزمع عقدها من 2 إلى 13 ديسمبر 2019. وتهدف الدورة 25 للمؤتمر إلى توضيح التفاصيل الخاصّة بوضع «اتّفاق باريس» حيّز التنفيذ وتفعيله بحلول سنة 2020، علما وأنّ هذا الاتفاق سيلزم الأطراف الموقّعة بتخفيض انبعاثات الغــازات الدفيئة حتّى لا يتجاوز معدّل ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين وبالتالي إعادة الاتزان للبيئة والمناخ على كوكب الأرض.

ومن المنتظر أن تستقبل العاصمة الإسبانية حوالي 25000 مشارك من ديبلوماسيين ورجال سياسة ورجال أعمال وإعلاميين وممثلي المجتمع المدني، قصد النظر في الحلول الكفيلة بتخفيض تأثيرات الاحتباس الحراري. وسيشارك في هذا المؤتمر وفد تونسي، برئاسة السيد المختار الهمامي، وزير الشؤون المحلية والبيئة، يتكوّن من 28 ممثّلا عن عدد من الوزارات والهياكل العمومية والجماعات المحلية والمؤسّسات العلمية ومؤسّسات البحث والقطاع الخاص ومكوّنات المجتمع المدني. ولتعزيز  قدرات الوفد التونسي على التفاوض عقدت ورشة تنظيمية يوم 25 أكتوبر 2019 بالشراكة مع مؤسّسة Henrich Böll الألمانية وسيتمّ تنظيم ورشة فنية تكوينية حول أهم رهانات المؤتمر بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي PNUD، هذا إلى جانب ورشة فنية تكوينية أخرى حول الفصل السادس من اتفاق باريس بالتنسيق مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ وذلك لفائدة فريق عمل يضم إطارات عن الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة والشركة التونسية للكهرباء والغاز والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وصندوق الودائع والأمانات. كما ستعقد ندوة وطنية بالاشتراك بين وزارة الشؤون المحلية والبيئة ووزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بدعم من مركز CILG-VNG International حول «المرأة في الوسط الريفي ومجابهة التغيّرات المناخية» وذلك قبل مشاركة الوفد التونسي في المؤتمر.

ومن جهة أخرى، تولّت المصالح الفنية للوزارة إعداد جملة من الوثائق ستوزّع أثناء المؤتمر قصد التعريف بالسياسات الوطنية في مجال التغيرات المناخية وأهم الأولويات الوطنية والتزامات تونس تجاه المجموعة الدولية في علاقة مع اتفاق باريس وكذلك أهمّ الإنجازات الوطنية في ما يتعلّق بالتخفيض من انبعاثات الغازات الدفيئة والتأقلم مع التغيّرات المناخية.

وبالإضافة إلى ذلك، يتمّ العمل على إعداد حافظة مشاريع يمكن من خلالها الاستفادة من الإمكانيات المتاحة في مجال التمويل المناخي. وكان السيد المختار الهمامي قد أعلن سابقا أنّ تونس ستقدّم خلال المؤتمر عددا من المشاريع من بينها مشروع إقليميي لحماية الواحات يخصّ بلدان شمال إفريقيا (تونس والجزائر وموريتانيا وليبيا ومصر والمغرب)، يرمي إلى مكافحة ظاهرة زحف الرمال و«مشروع مجلّة البيئة لمنطقة شمال إفريقيا»، حيث سيكون المؤتمر فرصة لتعبئة الموارد اللازمة لتنفيذ هذين المشروعين.