أخبار - 2019.11.22

بوجمعة الرميلي: من أجل ندوة وطنية استثنائية واستراتيجية لإعادة بناء الجبهة التقدمية التونسية

بوجمعة الرميلي:  من أجل ندوة وطنية استثنائية واستراتيجية لإعادة بناء الجبهة التقدمية التونسية

تروح وتجيء الانتخابات وتبقى تونس. لكن أن يصبح أحد الرموز العالمية لحركة الاخوان المسلمين رئيسا للبرلمان التونسي قلب السلطة حسب الدستور القائم في الوقت الذي ما انفك فيه الوزن الانتخابي لذلك التيار ينزل بانتظام إلى الأسفل فإن التفسير الوحيد لذلك هو تراجع القوى التقدمية وما خلقه ذلك من فراغ مهول وقع ردمه بكل أنواع وأشكال المغالطات والأوهام والترهات.

وتحت غطاء مقاومة الفساد والتمسك بأهداف الثورة تتم عملية ممنهجة وخطيرة رجعية المحتوى وفوضوية الأشكال وانغلاقية المنحى غايتها الوحيدة نسف مكاسب تونس الإصلاح التاريخي كما جسدته بالخصوص دولة الاستقلال وتعميق الفراغ الأخلاقي والفكري والسياسي حتى تتوفر الأجواء المناسبة لتنظيم وتنفيذ الهجمة الهمجية على إحدى أكبر التجارب العربية والإسلامية تجذرا في الحداثة وحقوق المرأة والتعليم المنفتح على الكون والمكتسبات الاجتماعية والابداع والبحث والتفاعل الإيجابي مع المحيط العالمي المتنوع وتنمية الشخصية التونسية الطريفة المتأصلة في ثقافتها الخصوصية والمتفاعلة إيجابيا مع مكتسبات العصر التقدمية.

وبعد تأثير "لطخة" الانتخابات ونتائجها الغريبة رغم أنها كانت متوقعة نظرا لتشتت وانقسامات الجبهة التقدمية وانغماسها في ممارسات الانتقام والتشفي فيما بينها وبعد الحيرة والتساؤل والتخوف من المجهول ومن المخاطر التي تهدد الوطن العزيز والتجربة التونسية الرائدة يأتي وقت رد الفعل الإيجابي والتصحيح المطلوب بما فيه وربما بالأساس بناء على استخلاص دروس التجربة وتجاوز العوائق الذاتية والتسريع بالخروج على البلاد والعباد بمبادرات وقرارات الفعل الإيجابي.

والجواب على الوضع الوطني المتردي ومآلاته المنتظرة نحو المزيد من السلبيات لا يتمثل فقط، رغم أهمية ذلك، في نقد "الطرف المقابل" ولكن أيضا في تقديم المقترحات سواء فيما يتعلق بالوضع التونسي الراهن والصعوبات المتنوعة والمتعددة والإجراءات المطلوبة لإيقاف النزيف أو فيما يهم البديل المتكامل كطرح مغاير لما أفرزته الانتخابات الأخيرة من لخبطة وسفسطة وهواية وتراجع مهول عقود إلى الوراء في خصوص تسيير الدولة واحترام نواميسها.

وأحسن رد إيجابي على هذا الوضع هو 20 مارس 2020 بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لعيد الاستقلال ليكون موعد تنظيم "الندوة الوطنية الاستثنائية والاستراتيجية لإعادة بناء الجبهة التقدمية التونسية" التي تشرك كل المكونات الفكرية والاجتماعية والمجتمعية والسياسية الراغبة في ذلك بدون أي اقصاء أو استثناء تحت أي عنوان من العناوين شرط الالتقاء طبعا حول المشتركات الأساسية المعروفة والتي تبلور في نداء مشترك وتعمق في أرضية جماعية.

وتعمل الندوة على تعميق الأرضية وتدقيقهاوصياغة التوجهات الأساسية ورسم برنامج وخطة العمل واقتراح آليات وأطر وهياكل التشاور والتنسيق والمبادرة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.

وفي هذا الجانب بالذات من مجمل المبادرة تتنزل مستلزمات التجديد المطلوبة والتي تقتضي أوسع وأنجع طرق التشريك والانفتاح على الجهات والشباب والمرأة والمثقفين والمبدعين وأصحاب الأعمال والنقابيين والطلبة حتى يقع تجاوز نواقص تجارب الأحزاب والتي على أهميتها لاتزال في حاجة إلى التحسين المعمق شكلا ومحتوى لكي تتحسن تبعا لذلك صورة العمل السياسي لدى الرأي العامويتراجع الشك والعزوف وتعود الرغبة في المشاركة من أجل البناء الوطني والتقدم الاجتماعي والتطور الديمقراطي.

بوجمعة الرميلي
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
1 تعليق
التعليقات
عبدالمجيد المنصوري - 22-11-2019 23:36

الرجال الانخراط بكل جدية للدفاع عن الوطن من الغوغاءيين والمفترين باسم الدفاع عن الثورة ومبادءها والغربب ان بعض اللذين لا يؤمنون بمادءهم يصفقون لهم ويجارونهم في التملص من الجرائم التي ارتكبوها في حق البلاد والعباد لذا وجب الاتصال المباشر وتوعية الناس بالخطأ المحدق بهم واقناعهم بالعدول عن الانخراط في مشاريعهم الظلامية واقناعهم بأن الدين الاسلامي هو ديننا ونحن ندين به ونفهمه اكثر منهم وتعمل به دون رياء ولا تبجح ولا نفاق وأنا نحب البلاد اكثر منهم ولا ولاء ألا لتونس

X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.