محمّد بن عمر الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات: العمل على رسم سياسات ومواقف مرجعية للمنطقة العربية
المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، هي منظمة تعمل تحت راية جامعة الدول العربية كان تأسيسها في سنة 2001 ببادرة من تونس التي تحتضن مقرّها. تداول على إدارتها العامة منذ إنشائها تونسيّان وهما خديجة الغرياني ومحمد بن عمر الذي أعيد انتخابه على رأس المنظمة لمدّة نيابية ثانية في 23 سبتمبر 2019. وقد أجرت معه ليدرز العربية الحديث التالي:
1- لقد تم انتخابكم مجدّدا على رأس المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، كيف تلقيتم هذا التجديد وما هي الأهداف التي ستعملون على تحقيقها خلال مدتكم النيابية الثانية؟
بالفعل لقد تم إعادة انتخابي بالإجماع من قبل كل البلدان العربية الأعضاء أمينا عاما للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات لمدة نيابية ثانية 2020-2023 خلال الاجتماع الثالث والعشرين (23) للجمعية العامة الخارقة للعادة للمنظمة التي انعقدت بتونس يوم 23 سبتمبر 2019.
بالنسبة إليّ فإن تجديد الثقة هو في نفس الوقت تشريف ومسؤولية حيث أنني أتشرف بهذه الثقة التي وضعتها البلدان العربية في شخصي، وفي نفس الوقت أشعر بأنّ مسؤوليتي قد كبرت للاستجابة لانتظارات البلدان الأعضاء وتطلعاتها ومواجهة التحديات التنموية والرهانات التكنولوجية المطروحة على مستوى المنطقة العربية.
وبالتالي فإنّ برامج العمل خلال المدة النيابية الثانية لا بد أن تدعم النجاحات التي حصلت خلال المدة النيابية الأولى وتأخذ بعين الاعتبار أولويات المنطقة والتطورات التكنولوجية على المستوى العالمي. منطلق العمل المستقبلي سيكون بطبيعة الحال مبني على الرؤية الاستراتيجية للمنظمة والتي تتمثل في "مجتمع رقمي متناغم، يرتكز على الابتكار والتجديد التكنولوجي ويدعم التكامل الإقليمي العربي ويساهم بفاعلية في نمو الاقتصاد الرقمي العالمي المستدام". ومن هذا المنطلق سنواصل مجهودنا خلال المدة النيابية ثانية 2020-2023 من أجل خدمة قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات في المنطقة العربية وذلك بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية الإقليمية والدولية مع التركيز على مواصلة الإصلاحات التنظيمية والهيكلية للمنظمة والعمل على رسم سياسات ومواقف مرجعية للمنطقة في المجال دعما لتموقع المنظمة اقليميا ودوليا.
2- ما هي أهم المشاريع التي تديرها المنظمة حاليا؟
من أجل تفعيل الرؤية الاستراتيجية تعمل المنظمة في إطار خطة عمل مبنية على أربعة محاور وهي التحولات الرقمية والشمول الرقمي والثقة الرقمية وأخيرا التجديد الرقمي ويتم إنجاز هذه الخطة من خلال مجموعة من المشاريع من أهمها:
الشبكة العربية الافريقية للثقة الرقمية: وهي شبكة متعددة الأطراف تعمل على إرساء إطار قانوني موحّد للمعاملات والمبادلات الإلكترونية في المنطقتين العربية والافريقية وفقا لخصوصياتها مفتوحة لمختلف الأطراف المعنية بهدف الوصول إلى الاعتراف المتبادل في مجال الإمضاء الإلكتروني والمصادقة الإلكترونية بين مختلف بلدان المنطقتين.
الزراعة الذكية من أجل تنمية مستدامة: ويهدف هذا المشروع إلى تمكين المزارعين والعاملين في هذا المجال من استغلال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات للرفع من المنتوج والتصرف الأمثل في الموارد وتحسين الأداء في إطار استراتيجية إقليمية لتأمين الغذاء من خلال تنمية زراعية مستدامة.
مركز الامتياز العربي الصيني للملاحة بالأقمار الصناعية: وقد تم إحداث هذا المركز في إطار التعاون العربي الصيني بهدف توفير منصة مفتوحة للتعاون في مجال الملاحة باستعمال الأقمار الصناعية يتم من خلالها اكتساب المهارات اللازمة في المجال.
برنامج الشمول المالي: وفي هذا الإطار تم إحداث المركز الإقليمي للعملة الائتمانية الرقمية بتونس بالتعاون مع المعهد الصيني للعملة الائتمانية الرقمية بالصين ومخبر ستانفورد للتقنيات المالية المتقدمة بأمريكا. وسيقوم هذا المركز بعرض بعض التجارب وتنظيم دورات تدريبية في مجال العملة الرقمية وإطلاق بعض المشاريع النموذجية بالمنطقة العربية.
3- كيف ترون مستقبل المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات؟
قامت المنظمة خلال السنوات الأخيرة بتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج والمشاريع لصالح المنطقة العربية. كما سعت إلى القيام بالعديد من الإصلاحات الهيكلة والتنظيمية الهامة بهدف ملائمة إطارها القانوني مع متطلبات وخصوصيات العمل العربي المشترك وخصوصياته. وبناء على ذلك اكتسبت اعترافا إقليميا لتكون الذراع التنفيذي المتخصص في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات وتمّ تكليفها بمقتضى قرارات صادرة عن مختلف أجهزة القرار بجامعة الدول العربية بجملة من المشاريع الهامة سيكون لها الأثر الطيب على المنطقة ، ومن أهم القرارات والتوصيات الصادرة في شأن المنظمة:
- قرار القمة التنموية والاجتماعية في دورتها العادية الرابعة بشأن تكليف المنظمة بوضع رؤية عربية مشتركة في مجال التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي والأمن السيبرني.
- توصية المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في دورته (45) حول اعتماد مبادرة المملكة العربية السعودية بشأن العاصمة العربية الرقمية وتكليف المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات بالتنسيق مع الدول الاعضاء لاقتراح آلية يتم اعتمادها لاختيار "العاصمة العربية الرقمية" والتنسيق بين الدول لتنفيذ هذه المبادرة.
- قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته (104) بشأن المساهمة في تفعيل مبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لإنشاء صندوق عربي في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي حيث تم تكليف المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات لوضع أسس عمل الصندوق وتنفيذ المبادرة لما لها من أهمية لدعم الشركات الناشئة وقطاع التكنولوجيا في المنطقة العربية.
وتتيح هذه القرارات للمنظمة مع بقية المتدخلين برنامج عمل طموحا وهامّا لتنمية القطاع في المنطقة العربية وتأهّلها للقيام بدور هامّ للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لما للتكنولوجيا من تاثير إيجابي على هذه المجالات.
- اكتب تعليق
- تعليق
أنجزت المنظمة جملة من المشاريع على درجة كبرى من الأهمية ومن المؤكد أنه بإمكانه مواصلة القيام بدور محوري لتجسيم التكامل الإقليمي العربي الإفريقي من خلال تنمية الإقتصاد الرقمي ولذلك فهي جديرة بالدعم والحصول على كافة الموارد التي تستحقها.