يوسف الشاهد: أسباب هزيمته في الرئاسية وحظوظ العائلة الوسطية في التشريعية ورأيه في قيّس سعيّد
في أوّل حديث صحفي له بعد هزيمته في الدور الأوّل من الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت يوم الأحد الماضي ذكر رئيس الحكومة يوسف الشاهد ضيف برنامج ميدو شو في إذاعة موزاييك يوم الجمعة أنّ هذه الهزيمة تعود لعدّة أسباب، مرتبطة أساسا بالأزمة الإقتصادية التي لا يمكن إنكارها، مشيرا إلى أنّ الناخب اعتقد أنّه بتغيير السلطة ستتحسّن وضعيته وأنّ الطبقة السياسية في السلطة والمعارضة مسؤولة عمّا يسمّى بالمنظومة.
الحكومة لم تكن حاضرة بما يكفي في المجال الاجتماعي
وقال إنّ الخطاب السياسي كان بعيدا عن مشاغل المواطن الذي عاقب يوسف الشاهد وعاقب المنظومة برمتها.واعتبر أنّ الطبقة السياسية لم تستطع تقديم تصوّر يلبّي طموحات الشباب كما أنّ الحكومة لم تكن حاضرة بما يكفي في المجال الاجتماعي ولم يلمس المواطن أي تغيير في حياته اليومية.
وانتقد في المقابل ما وصفه بالشيطنة الكبيرة للمنظومة واستهدافه بصفة خاصة من خلال ترويج خطاب حول فساد السلطة واتهامه بإستعمال أدوات الدولة.
ويرى يوسف الشاهد أنّ معاقبة الطبقة السياسية من قبل المواطنين أمر مشروع ولكن لا يجب معاقبة تونس، في إشارة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية وإمكانية تواصل التشتّت في الانتخابات التشريعية محذّرا من تداعيات ذلك.
الانتخابات التشريعية فرصة للتدارك
وحول ما وجّه له من اتهامات بتقسيم العائلة الوسطية، أكّد يوسف الشاهد أنّه بذل وحزبه مجهودات كبيرة للمّ شمل العائلة الديمقراطية الوسطية ولكن لم تنجح تلك المساعي، مشيرا إلى أنّ المحاولات تواصلت لآخر وقت.
واعتبر أن الفرصة ما تزال متاحة للتدارك وتوحيد الصفوف في الانتخابات التشريعية للحصول على كتلة برلمانية وازنة في البرلمان، من خلال إقناع الأربعة ملايين الذين لم يصوّتوا بالمشاركة في عملية الاقتراع.
ودعا رئيس الحكومة ورئيس حزب تحيا تونس المترشح للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي إلى الجلوس على طاولة الحوار وتوحيد الجهود بهدف إنقاذ البلاد.
وأضاف أنّه على الرغم من الكلام الخطير الذي قيل في حقه من قبل الزبيدي فإنه سيتجاوز ذلك بهدف توحيد الصفوف والدخول إلى الانتخابات القادمة موحّدين حتى لا تتشتت الأصوات وتتمكّن العائلة الديمقراطية بالتالي من تكوين كتلة برلمانية وازنة.
محيط قيس سعيّد يثير بعض المخاوف على نمط المجتمع التونسي
وأوضح يوسف الشاهد في تعليقه على المترشح للدور الثاني للرئاسية قيس سعيد أنّه يعرفه ككلّ التونسيين كرجل قانون يحظى بالثقة إلا أنّ محيطه غير معروف ، ممّا يثير بعض المخاوف على نمط المجتمع التونسي خصوصا وأنّ شقّا من المحيطين به لديه نظرة إلى الإرهاب مختلفة عن نظرة التونسيين.
وبيّن أنّ البعض من المحيطين قيس سعيد يدعون إلى إلغاء العمل بقانون الطوارئ وإطلاق سراح حوالي 300 شخص تعلّقت بهم شبهات في قضايا إرهابية.
كما أشار إلى أنّ البعض من محيط قيس سعيد لديهم نزعة صدامية مع الخارج مما قد يخلق مشاكل مع الداعمين لتونس، بالإضافة إلى نزعة صدامية مع المؤسسة الاقتصادية من خلال شيطنة رجال الأعمال ورؤوس الأموال.
وأفاد أنّ حزب تحيا تونس سيعقد مجلسا وطنيا الأسبوع المقبل لتحديد موقفها وخيارها بخصوص دعم ومساندة مترشح في الدور الثاني من الرئاسية من عدمه.
- اكتب تعليق
- تعليق