أخبار - 2019.09.12

الرئيس محمّد الناصر يفتتح المركز الإعلامي الخاصّ بالانتخابات الرئاسية والتشريعية

الرئيس محمّد الناصر يفتتح المركز الإعلامي الخاصّ بالانتخابات الرئاسية والتشريعية

أشرف رئيس الجمهورية محمد الناصر يوم الخميس 12 سبتمبر 2019 بقصر المؤتمرات بتونس على افتتاح المركز الإعلامي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتشريعية.

وألقى رئيس الجمهورية بالمناسبة كلمة فيما يلي نصّها :

السّيد رئيس الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات،
السّادة رؤساء الهيئات الدّستوريّة،
السّيدات والسّادة ممثلي الدّوائر القضائيّة،
السيدات والسادة الأمناء العامّين للمنظمات الوطنيّة،
السّيدات والسادة رؤساء البعثات الدّبلوماسيّة،
السّيدات والسّادة ممثلي المجتمع المدني،

يسعدني، ونحن على مشارف نهاية الحملة الانتخابيّة الرّئاسيّة وقبل انطلاق الحملة الانتخابيّة التّشريعيّة بعدها، أن أشرف على موكب افتتاح المركز الإعلامي للهيئة العليا المستقلّة للانتخابات الخاص بالانتخابات الرّئاسيّة والتّشريعيّة لسنة 2019.

إنّ هذه المواعيد الانتخابيّة هامّة ومصيريّة، فهي ستحدّد من سيتولّى قيادة تونس ويضطلع بصيانة مكاسبها وتمتين وحدتها ودعم خياراتها في تأمين الحرّيات وتجذير الدّيمقراطيّة وإرساء العدالة .

إنّ هذه الانتخابات ستُؤثر على مستقبل البلاد القريب والبعيد، إذ أنّها تؤسس علاقة الثّقة بين النّاخب والمنتخب على أساس اختيار مضامين البرامج الّتي يجب ان تتضمّن مبدا التّغيير الإصلاحي لأوضاع البلاد وشروط رفع التّحدّيات الّتي تواجها.

لذا، فهي تشكّل محطّة تاريخيّة مفصليّة، وإنّي أدعو بهذه المناسبة كلّ المتداخلين والمشاركين فيها، إلى التّحلّي بروح المسؤوليّة العالية في كلّ أعمالهم ومواقفهم حتّى يكون الاقتراع حرّا ونزيها وشفافا، وحتّى تكون هذه الانتخابات تكريسا لإرادة الشّعب وفق مقتضيات القانون والدّستورا وإنّي أريد أن أنوّه بكلّ الأعمال والإنجازات الّتي حقّقتها مختلف الهياكل ذات العلاقة بالعمليّة الانتخابيّة مثل مجلس نوّاب الشّعب والمحكمة الإداريّة لحرصهم على تطبيق القانون رغم الآجال الضّيقة التّي يتضمّنها. كما أوجّه شكري إلى كلّ من الهيئة العليا للاتّصال السّمعي البصري والهياكل الإداريّة الأخرى ورجال الأمن وجيشنا الوطني ومنظمات المجتمع المدني لما بذلوه من جهد حتّى تجرى كلّ فعاليات الحملة الانتخابيّة في ظروف عاديّة.

وقد امتازت الحملة بمبادرة مشكورة من مؤسسة الإذاعة والتّلفزة الوطنيّة بالتّعاون مع هيئة الانتخابات وهيئة الاتّصال السّمعي البصري بتنظيم مناظرات بين مختلف المترشّحين، شكّلت فرصة سانحة للمواطنين للتّعرّف على مختلف مقترحات والتّوجّهات لدى المتنافسين، مما جلب إليها استحسانا وطنيّا ودوليّا.

كما أنوّه بالمجهود الكبير الّذي تؤدّيه الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات وكلّ العاملين فيها مركزيّا وجهويّا وخارج حدود الوطن، حتّى يتشكّل الإطار المادّي واللّوجستي الأمثل لإجراء الانتخابات وحتّى يتوفّر، بفضل تضافر جهود كلّ الهياكل المعنيّة، مناخ انتخابي دون إخلالات وملائم لضمان الشّفافيّة والنّزاهة في الانتخابات.

وكنت قد أكّدت من منطلق مسؤولياتي الدّستوريّة كرئيسِ للدّولة على مبدأ وجوب حياد الإدارة على المستوى الوطني والجهوي والمحلّي في كامل أطوار العمليّة الانتخابيّة. كما أكّدت على مبدأ وجوب حياد دُورِ العبادة ووسائل الإعلام العموميّة وعلى مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشّحين. إنّ هدفنا الأوّل هو أن تُجرى كلّ فعاليات الانتخابات وفق القانون خلال الحملة الانتخابيّة ويوم الاقتراع أيضا. وما من شكّ أنّ للهيئة العليا المستقلّة للانتخابات والمنظّمات الوطنيّة ومكوّنات المجتمع المدني دور فعّال في تحقيق ذلك الهدف.

لقد نجحت بلادنا في تنظيم أوّل انتخابات بلديّة بعد الثورة، في ماي 2018. كما هي قادرة بتضافر جهودنا جميعا، وفي ظلّ احترام القانون والدّستور على النّجاح في تنظيم الانتخابات الرّئاسيّة والتّشريعيّة المقبلتين.إنّ النجاح في الانتخابات هو توفير ظروف حريّة اختيار النّاخب كما يقتضيه القانون. وعلى كلّ الهياكل المتداخلة في عمليّة الاقتراع أن تتمسّك بهذا المبدأ بما في ذلك المترشّحين والملاحظين والنّاخبين.

وإن كان هدف الانتخابات هو التّداول الدّيمقراطي والقانوني على السلطة، فإنّ مصداقيّة نتائجها تعزّز مصداقيّة الدّولة ، لذلك أريد التّأكيد على ضرورة توفير كلّ شروط نزاهة وشفافيّة الاقتراع ونتائجه.

أودّ تجديد الشّكر لكلّ العاملين في الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات وعلى كلّ المجهود المبذول بما في ذلك إقامة هذا المركز الإعلامي.

وفي الختام، أتوجّه إلى كلّ النّاخبين لأؤكّد أن هذه الانتخابات هي إقرار بسلطة الشعب وانّ نتائج هذا الاقتراع يمثّل تعبيرا عن إرادتهم وعن طموحاتهم في تحسين ظروف عيشهم في الحاضر وتأمين مستقبل أبنائهم. كما أنّي أدعوهم جميعا، نساءً ورجالا، شبّانا وكهولا، إلى ممارسة حقّهم وواجبهم بالمشاركة الفعّالة والمكثّفة في الاقتراع.

إنّ المشاركة الجماعيّة والمكثّفة الّتي أدعوكم إليها سوف تكرّس فعاليّة نظامنا الدّيمقراطي من ناحية، وهي توفّر شروط الدّعم السّياسي لاتّخاذ الإجراءات الّتي يستوجبها وضع البلاد، من ناحية أخرى. كما أنّ المشاركة المكثّفة تعزّز السّلطة المُنتَخَبَة وتحفّزها للانخراط في الإصلاحات الضّروريّة، وعلى الحفاظ على مقوّمات نمط المجتمع الّذي اخترناه وعلى الدّولة المدنيّة المبنيّة على قاعدة إرادة الشّعب وعلويّة القانون.

إنّ المسؤوليّة الأولى في هذه الانتخابات تعود إلى المواطنين وإلى وعيِهم بدقّة المرحلة وبأفاق المستقبل.

إنّ التنتصار الأوّل الّذي نريده في هذه الانتخابات هو انتصار المشاركة المكثّفة والّتي تعكس مدى ثقة الشّعب في دولته ومؤسساتها، حتّى يتفرّغ بعد تحديد إختياره الحرّ بين المترشّحين إلى العمل من أجل الإزدهار والأمن في كنف التّضامن الوطني.

عاشت تونس حرّة مستقلّة أبد الدّهر.

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.